نام کتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي نویسنده : الحجوي جلد : 1 صفحه : 197
وذكر ذلك غير واحد من العلماء. من سيرة الشامي[1]، وذلك دليل ما كان له -عليه السلام- من الاهتمام بأمر الخيل وتربيتها، وقال: "الخيل معقود في نواصيها الخير يوم القيامة" [2], وقال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [3]. [1] وهي: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، من تصنيف محمد بن يوسف الصالحي، ت سنة 942هـ، وطُبِعَ من كتابه هذا ثلاثة أجزاء حتى سنة 1395هـ بالقاهرة. "شذرا الذهب" "8/ 250". [2] متفق عليه: البخاري في المناقب "[4]/ 253"، ومسلم في الزكاة "3/ 72". [3] الأنفال:60.
الوقف، حد الحرابة وهي إفساد السابلة:
بعد اقتسام غنيمة خيبر استشار عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في سهمه منها وحبسه في سبيل الله, فكان سنة المسلمين في التحبيس على أنواع البر والإحسان، قيل: هو أول حبس في الإسلام.
كان تشريعه في السنة السادسة أو السابعة, وأقامه النبي -صلى الله عليه وسلم- على النفر الذين حاربوا وقتلوا راعي النبي -صلى الله عليه وسلم, وسمَّروا عينه وغدروا وارتدوا واستاقوا ذود الصدقة، وهم من عكل وعرينة، قدموا على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي ضعاف الأجسام بالجوع، فمرضوا بحمى المدينة، فبعهثم إلى أبل الصدقة خارج المدينة يشربون ألبانها وأبوالها يستشفون بذلك، فلمَّا شُفوا غدروا وفعلوا فعلتهم هذه، فوجَّه النبي -صلى الله عليه وسلم- في أثرهم فأدركوا، ولما أُتِيَ بهم نزل قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} [1] فأقام الحد عليهم واقتصَّ للراعي بغاية الصرامة, لئلَّا يعود غيرهم, وكانت هذه القصة ما بين السادسة والسابعة، قال قتادة2 روايه في البخاري: فحدَّثني محمد بن سيرين3 أن ذلك
كان قبل أن تنزل الحدود زاد قتادة كما في مغازي البخاري: وقبل النهي عن المثلة[4]. [1] المائدة: 33.
2، 3 قتادة بن دعامة الدوسي, ومحمد بن سيرين, من كبار التابعين، تأتي ترجمتهما في القسم الثاني. [4] البخاري "5/ 164".
نام کتاب : الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي نویسنده : الحجوي جلد : 1 صفحه : 197