responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسالة للشافعي نویسنده : الشافعي    جلد : 1  صفحه : 289
فقال: فإن "أبا بكر" و"عمر" و"عثمان" دخلوا في الصلاة مُغَلِّسِيَن وخرجوا منها مُسْفِرِينَ، بإطالة القِراءة؟
-[290]- فقلت له: قد أطالوا القراءة وأوْجَزُوهَا، والوقتُ في الدخول لا في الخروج مِن الصلاة وكلُّهم دخل مُغَلِّسًا، وخرج رسول الله منها مُغَلِّسًا.
فخالفتَ الذي هو أولى بك أنْ تصير إليه، مما ثَبَتَ عَنْ رسول الله، وخالفْتَهم، فقلْتَ: يدخل الدَّاخل فيها مُسْفِرًا ويخرج مُسْفِرًا ويُوجِز القِراءة، فخالفتهم في الدخول وما احْتَجَجْتَ بِهِ مِنْ طُولِ القراءة، وفي الأحاديث عن بعضهم أنه خرجَ منها مُغلِّساً.
قال: فقال: أفَتَعُدُّ خَبَرَ "رافع" يُخالِف خبَرَ "عائشة"؟
فقلتُ له: لا.
فقال: فبِأيِّ وجْهٍ يُوافقه؟
فقلت: إن رسول الله لَمَّا حَضَّ الناسَ على تقديم الصلاة، وأخبر بالفضل فيها: احتمل أن يكون من الرَّاغِبِين مَنْ يُقَدِّمها قبْل الفجر الآخِرِ، فقال: " أَسْفِرُوا بِالفَجْرِ "، يعني: حتى يَتَبَيَّنَ الفَجْرُ الآخِر مُعْتَرِضًا.
-[291]- قال: أفيحتمل معنىً غيرَ ذلك؟
قلت: نعم، يحتمل ما قلتَ، وما بَيْنَ ما قُلْنا وقلْتَ، وكلَّ معنى يقع عليه اسم {الإسفار} .
قال: فما جعَلَ معْناكم أوْلَى مِنْ معْنانا؟
فقلت: بما وصفْتُ مِنَ التَّأويل، وبأنَّ النبي قال: " هُمَا فَجْرَانِ، فَأَماَّ الَّذِي كَأَنَّهُ ذَنَبُ السِّرْحَانِ [1] ، فَلَا يُحِلُّ شَيْئًا وَلاَ يُحَرِّمُهُ، وَأَمَّا الفَجْرُ المُعْتَرِضُ فَيُحِلُّ الصَّلاَةَ وَيُحَرِّمُ الطَّعَامَ " [2] ، يعني: على مَنْ أرادَ الصِّيام.

[1] السِّرْحَانُ: الذئب وقيل: الأسد، ويقال للفجر الكاذب: سرحان - على التشبيه [المصباح المنير - الفيومي] .
[2] سنن البيهقي: كتاب الصلاة/باب: الفجر فجران، ج 2/ص 377.
نام کتاب : الرسالة للشافعي نویسنده : الشافعي    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست