نام کتاب : البرهان في أصول الفقه نویسنده : الجويني، أبو المعالي جلد : 1 صفحه : 138
فتقول ما جاءني إلا زيد وما رأيت إلا زيدا وما مررت إلا بزيد كما تقول ما جاءني زيد وما رأيت زيدا وما مررت بزيد.
282- وإن كان الكلام المبني على النفي يتم دون "إلا" فللعرب مذهبان في إعماله منهم من يجريه مجرى استثناء ومنهم من لا يرى إعماله ويقول ما رأيت أحدا إلا زيدا وما جاءني أحد إلا زيدا على الإعمال والاستثناء وإلا زيد على ترك الإعمال وهو في تقدير النحاة بدل عن أحد واختلف القراء في قوله تعالى: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [1] فقراءة العامة على ترك الإعمال وقرأ ابن عامر إلا قليلا منهم على الاستثناء وهذا إذا قدمت قولك أحدا فأما إذا قدمت قولك: إلا على قولك أحد لم يتجه إلا الإعمال والحمل على الاستثناء تقول: ما جاءني إلا زيدا أحد والسبب فيه أن سقوط العمل على البدل والبدل لا يتقدم على المبدل قال زهير2:
القوم ألب علينا فيك ليس لنا ... إلا الرماح وأطراف القنا وزر.
وقال الكميت3:
فمالي إلا آل أحمد شيعة ... ومالي إلا مشعب الحق مشعب.
نصب آل لما أخر قوله: شيعة ونصب [المشعب] الأول على هذا المذهب وكل ما ذكرناه في الاستثناء من الجنس.
283- فأما الاستثناء من غير الجنس والكلام مبني على النفي حيث انتهى الترتيب إليه فمذهب الاستثناء شائع فيه وفاقا فتقول: ما جاء أحد إلا حمارا والتقدير: أستثنى حما فأما إذا أتيت بما بعد إلا على تقدير البدل فقد اختلف فيه أهل اللسان فمنع الحجازيون البدل وعينوا الاستثناء ولم يروا وقوع الحمار بدلا. [1] آية "66" سورة النساء.
2 زهير: هو ابن أبي سلمى وهو أحد الثلاثة المتقدمين على سائر الشعراء وكان يمتاز بما في نظمه من الحكمة البالغة وكثرة الأمثال مع القدر على المدح. مات سنة "615". له ترجمة في: خزانة الدب 1/375, والشعر والشعراء "57".
3 الكميت: هو ابن زيد الأسدي شاعر مقدم عالم بلغات العرب خبير بأيامها من شعراء مضر وألسنتها وكان مشهورا بالتشنيع لبني هاشم وهو من أصحاب الملحمات. مات سنة "216". له ترجمة في: خزانة الدب 1/69, والشعر والشعراء "368", ومروج الذهب 6/36.
نام کتاب : البرهان في أصول الفقه نویسنده : الجويني، أبو المعالي جلد : 1 صفحه : 138