responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 159
كمل عقول الْعباد ورزقهم فهم كَلَامه وَمَا أَرَادَ وَفهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحفظ تَعَالَى كِتَابه وَسنة رَسُوله إِلَى يَوْم التناد بِأَن كثيرا من الْآيَات القرآنية وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة لَا يحْتَاج فِي مَعْنَاهَا إِلَى علم النَّحْو وَإِلَى علم الْأُصُول بل فِي الأفهام والطباع والعقول مَا سارع بِهِ إِلَى معرفَة المُرَاد مِنْهَا عِنْد قرعها الأسماع من دون نظر إِلَى شَيْء من تِلْكَ الْقَوَاعِد الْأُصُولِيَّة وَالْأُصُول النحوية فَإِن من قرع سَمعه قَوْله تَعَالَى {وَمَا تقدمُوا لأنفسكم من خير تَجِدُوهُ عِنْد الله} الْبَقَرَة 110 يفهم مَعْنَاهُ من دون أَن يعرف أَن مَا كلمة شَرط وتقدموا مجزوم بهَا لِأَنَّهُ شَرطهَا وتجدوه مجزوم بهَا لِأَنَّهُ جَزَاؤُهُ وَمثلهَا {يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت من خير محضرا وَمَا عملت من سوء تود لَو أَن بَينهَا وَبَينه أمدا بَعيدا} آل عمرَان 30 وَمثلهَا {إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان وإيتاء ذِي الْقُرْبَى وَينْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر وَالْبَغي} النَّحْل 90 يفهم من الْكل مَا أُرِيد مِنْهَا من غير أَن يعرف أسرار الْعُلُوم الْعَرَبيَّة ودقائق الْقَوَاعِد الْأُصُولِيَّة وَلذَا ترى الْعَامَّة يستفتون الْعَالم ويفهمون كَلَامه وَجَوَابه وَهُوَ كَلَام غير مُعرب فِي الْأَغْلَب بل تراهم يسمعُونَ الْقُرْآن فيفهمون مَعْنَاهُ ويبكون لقوارعه وَمَا حواه وَلَا يعْرفُونَ إعرابا وَلَا غَيره مِمَّا سقناه بل رُبمَا كَانَ موقع مَا يسمعُونَ فِي قُلُوبهم أعظم من موقعه فِي قُلُوب من حقق قَوَاعِد الِاجْتِهَاد وَبلغ غَايَة الذكاء والانتقاد وَهَؤُلَاء الْعَامَّة يحْضرُون الْخطب فِي الْجمع والأعياد ويذوقون الْوَعْظ ويفهمونه ويفتت مِنْهُ الأكباد وتدمع مِنْهُ الْعُيُون ويدركون من ذَلِك مَا لَا يُدْرِكهُ الْعلمَاء الْمُحَقِّقُونَ ويسمعون أَحَادِيث التَّرْغِيب والترهيب فيكثر مِنْهُم الْبكاء والنحيب

نام کتاب : إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد نویسنده : الصنعاني، أبو إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست