responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية نویسنده : العوني، حاتم بن عارف    جلد : 1  صفحه : 36
وللمذاكرة مع الأقران وغيرهم - على المعنى السابق - فائدة عظيمة في تثبيت الحفظ، من جهة أنه تعهد للمحفوظ بتكريره ومراجعته خلال المذاكرة، وتذكير لما نسي منه، ودون إملال أو إضجار، بل في جو من النشاط والتنافس العلمي البناء.
ولذلك قال عبد الله بن بريدة: " قال لي علي بن أب طالب - رضي الله عنه -: تزاوروا، وتذاكروا هذا الحديث، فإنكم أن لم تفعلوا يدرس علمكم" [2] ، أي: يبلى ويخلق.
وقال أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - "تحدثوا، فإن الحديث يهيج الحديث" [3] .
وقال جماعة من السلف عبارة أصبحت شعاراً للمذاكرة، وهي قولهم: "إحياء الحديث مذاكرته" [4] .
ومن فوائد المذاكرة أيضاً: أنها سبب كبير وداع عظيم للتنافس المحمود بين طلبة العلم. والتنافس في الخير هو الأمل الجاهد لبلوغ الغايات العظام، ولولاه لما سعى للعلياء ماجد، ولما سما للرفعة طامح.
ولشدة التنافس أثناء المذاكرة بين المحدثين كانت من لذائذ علم الحديث ومن متعه الجليلة؛ حتى قال الوزير ابن العميد: " ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة سليمان بن أحمد الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي، (ثم ذكر تلك المذاكرة، التي غلب فيها الطبراني أبا بكر الجعابي، ثم قال: "فوددت في مكاني أن الوزارة والرئاسة ليتها لم تكن لي وكنت الطبراني، وفرحت مثل الفرح الذي فرح به الطبراني " [4] .
وقال علي بن المديني: "ستة كادت تذهب عقولهم عند المذاكرة: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وابن عيينة، وأبو داود الطيالسي، وعبد الرزاق؛ من

(1) جامع بيان العلم لابن عبد البر (رقم 623، 687) ، وشرف أصحاب الحديث للخطيب (رقم 202-203) .
[2] جامع بيان العلم لابن عبد البر (رقم 626) ، وشرف أصحاب الحديث للخطيب (رقم 207-208) ، والجامع للخطيب (رقم 1882-1883) .
[3] انظر: جامع بيان العلم لابن عبد البر (رقم 627، 631، 639) ، وشرف أصحاب الحديث للخطيب (رقم 212، 214، 215) ، والجامع للخطيب (رقم 1884-1885) .
[4] الجامع للخطيب (رقم 1900) .
نام کتاب : نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية نویسنده : العوني، حاتم بن عارف    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست