نام کتاب : نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر - ت الرحيلي نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 244
[الآباء عن الأبناء]
ومِنْهُ، أَيْ: مِن جُمْلةِ هذا النوعِ -وهو أَخَصُّ مِن مُطْلقِهِ- روايةُ الآباءُ عَنِ الأبْناءِ، والصحابةِ عنِ التَّابعينَ والشيخِ عن تلميذِهِ، ونحوِ ذلك.
وفي عكسه كثرةٌ؛ لأنه هو الجادّةُ المسْلوكةُ الغالبةُ.
ومِنْه مَن رَوى عَنْ أَبيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
وفائدةُ معرفةِ ذلك التمييزُ بينَ مراتِبِهِم، وتنزيلُ الناسِ منازِلَهم.
وقد صَنَّفَ الخطيب في روايةِ الآباءِ عنِ الأبناءِ تصنيفاً، وأَفرد جُزءاً لطيفاً في روايةِ الصَّحابةِ عن التَّابِعينَ. وجَمَع الحافظُ صلاح الدين العَلائيُّ، مِن المتأَخِّرينَ، مُجلَّداً كبيراً في معرفةِ مَن رَوى عن أَبيهِ، عن جدِّهِ، عن النبي صلى الله عليه وسلَّمَ وقسَّمه أَقساماً:
فَمِنْه ما يعودُ الضَّميرُ في قولِه عن جدِّهِ على الرَّاوي.
ومنهُ ما يعودُ الضَّميرُ فيهِ على أَبيهِ.
وبَيَّنَ ذلك وحقَّقَهُ، وخَرّج في كلِّ ترجمةٍ حديثاً مِن مَرْوِيِّهِ، وقد لخّصْتُ كتابَهُ المذكورَ وزِدْتُ عليهِ تَرَاجِمَ كثيرةً جِدّاً. وأَكثرُ ما وقعَ فيه ما تسلسلتْ فيه الرواية عن الآباء بأربعةَ عشرَ أباً.
وقد صَنَّفَ الدَّارقطنيُّ في ذلك، وصَنَّفَ أَبو الشيخِ الأصبهانيُّ في الَّذي قبلَه.
وإِذا روى الشَّيخُ عن تلميذِهِ صدَقَ أنَّ كلاًّ منهُما يَرْوِي عن الآخر؛ فهل يُسَمَّى مُدَبَّجاً؟ فيهِ بحثٌ، والظَّاهرُ: لا؛ لأنَّهُ مِن روايةِ الأكابِرِ عَنِ الأصاغِرِ، والتَّدبيجُ مأْخوذٌ مِن دِيباجَتَيْ الوجهِ؛ فَيَقْتَضِي أَن يكونَ ذلك مُستوِياً مِن الجانبَيْنِ؛ فلا يجيءُ فيهِ هذا.
رواية الأكابر عن الأصاغر تعريفه
...
[رواية الأكابر عن الأصاغر]
وإن روى الراوي عمن هو دونه في السنِّ، أَو في اللُّقِيِّ، أَو في المِقْدار = فهذا النَّوعُ هو روايةُ الأكابِرُ عَنِ الأصاغر.
نام کتاب : نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر - ت الرحيلي نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 1 صفحه : 244