نام کتاب : منهج النقد في علوم الحديث نویسنده : عتر الحلبي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50
ومن فهم من كلام الحافظ غير ذلك فقد وهم ولم يحقق النظر[1].
على أننا في دفاعنا هذا لا نزعم أن كل الحديث قد كتب، ونحن بالتالي لا نرتضي مسلك بعض الكاتبين حول هذه المسألة الذي ينجو إلى الغلو والزعم بأن التدوين تناول كل الحديث في عصر النبوة. وكأنهم يصدرون في ذلك عن رد الفعل من موقف بعض المستشرقين الذي يثير الحمية لإمعانه في تجاهل الحقائق.
بل إنا لا نبالي أن نقول إن شيئا من الحديث لم يكتب لولا توافر الدلائل العلمية التي تبلغ درجة المسلمات في نطاق العلم على إثبات الكتابة لقسم كبير من الحديث في عصر النبوة.
لقد أخطأ التوفيق جماعة المستشرقين وخانهم منذ الخطوة الأولى التي خطوها في فذلكة موضوع التدوين، حيث إنهم غفلوا أو تجاهلوا عوامل الحفظ الكثيرة التي توفرت في الصحابة، وهي بلا شك عوامل كافية كل الكفاء لحفظ الحديث النبوي فتوهموا أن القدح في تدوين الحديث يوصلهم إلى غرضهم.
وهذا دأب الذين يظلمون الحقائق إنهم لا بد أن يرجعوا بالخيبة والخسران، وإن تقليب أي كتاب في تاريخ الصحابة العلمي ليملأ القلب، والسمع والبصر، بما كانوا عليه من قوة الحفظ العجيب الذي فطروا عليه بجبلتهم، فكيف وقد وجدت لديهم تلك الدوافع التي تجعل الأحاديث تنقش في قلوبهم نقشها في الحجر. [1] وأما ما زعمه "جولد زيهر" أن الأحاديث الواردة في كتابة الحديث موضوعة فنوع من جموح الخيال، أراد به صاحبه أن يلصق بعلماء الإسلام ما اجترحه الأحبار في ديانتهم المقدسة، فاخترع هذا الزعم، وهو فرية لا تستحق النظر، فضلا عن الرد. وانظر الرد عليها إن شئت تصدير تقييد العلم للدكتور يوسف العش.
نام کتاب : منهج النقد في علوم الحديث نویسنده : عتر الحلبي، نور الدين جلد : 1 صفحه : 50