responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد    جلد : 1  صفحه : 96
كنا أهل بيوتات وغنم وعمل، كنا نأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طرفي النهار، وكان مسكينًا ضيفًا على باب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده مع يده، فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع، ولا نجد أحدًا فيه خير يقول عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل[1].
وفي رواية: قد سمعنا كما سمع، ولكن حفظ ونسينا[2].
فقد كان أعلم الصحابة بالسُّنة وأحفظهم لها، ومما يدل على ذلك ما رُوي عن أبي هريرة بسند صحيح أنه قال: أخذَتِ الناسَ ريحٌ بطريق مكة، وعمر بن الخطاب حاج، فاشتدت عليهم فقال عمر لمن حوله: من يحدثنا عن الريح، فلم يرجعوا إليه شيئًا، فبلغني الذي سأل عنه عمر من ذلك، فاستحثثت راحلتي حتى أدركته فقلت: يا أمير المؤمنين، أُخبرتُ أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الريح من رَوْح الله، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا به من شرها" [3].
وكان هذا الحديث دليلًا قاطعًا على قناعة عمر -رضي الله عنه- بحفظ أبي هريرة بالرغم من كثرة حديثه[4].
وروى الوليد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة حدَّث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صلى على جنازة فله قيراط، ومن صلى عليها وتبعها فله قيراطان"، فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: انظر ما تُحدِّث، فإنك تكثر من الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بيده، فذهب به إلى عائشة فسألها عن ذلك فقالت: صدق أبو هريرة! ثم قال: يا أبا عبد الرحمن، إنه والله ما كان يشغلني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصفق في الأسواق، إنما كان يهمني كلمة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُعَلِّمنيها، أو

[1] البداية والنهاية "8/ 109"، سير أعلام النبلاء "2/ 436"، فتح الباري "1/ 225".
[2] فتح الباري "8/ 77".
[3] مسند أحمد "14/ 52" رقم "7619"، والأدب المفرد للبخاري برقم "312"، وأبو داود برقم "5097"، وابن ماجه برقم "3727".
[4] أبو هريرة راوية الإسلام "ص148" هامش.
نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست