نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 89
من الزنا، ولأن أسقط من السماء إلى الأرض أحب إلَيَّ من أن أدلِّس[1]. وفي رواية عنه أنه كان يقول: لأن أقع من فوق هذا القصر -لدار حياله[2]- على رأسي أحب إليَّ من أقول لكم: قال فلان، لرجل ترونه، أني قد سمعت ذاك منه ولم أسمعه[3].
ومنهم من كان يقتصد في رواية الحديث على طلابه؛ ليفهموا ما يحدثهم به ويعقلوه ويتدبروه، ومن هذا ما رواه خالد الحذاء قال: كنا نأتي أبلا قلابة، فإذا حدثنا بثلاثة أحاديث قال: قد أكثرتُ[4]، ويؤكد هذا ما قاله ابن عبد البر: إنما عابوا الإكثار خوفًا من أن يرتفع التدبر والتفهم، ألا ترى إلى ما حكاه بشر بن الوليد عن أبي يوسف قال: "سألني الأعمش عن مسألة وأنا وهو لا غير فأجبته، فقال لي: من أين قلت هذا يا يعقوب؟ فقلت: بالحديث الذي حدثتني أنت، ثم حدثته، فقال لي: يا يعقوب، إني لأحفظ هذا الحديث من قبل أن يُجمع أبواك[5]، ما عرفت تأويله إلى الآن6"، وروي نحو هذا: أنه جرى بين الأعمش وأبي يوسف وأبي حنيفة، فكان من قول الأعمش: "أنتم الأطباء ونحن الصيادلة7"[8]. [1] الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي "ص508"، طبع دار الكتب الحديثة، القاهرة. [2] هكذا النص والمعنى: لدار قريبة منه. [3] مقدمة الجرح والتعديل "ص174" ويروى نحوه عن مطرف بن طريف. انظر: نفس المصدر "ص42". [4] انظر المحدث الفاصل "ص145، 146". [5] أي: من قبل أن يخلق، كناية عن أنه حفظه منذ زمن بعيد.
6 هكذا في الأصل ولعله: "إلا الآن".
7 جامع بيان العلم وفضله "2/ 130". [8] انظر: السنة قبل التدوين للدكتور محمد عجاج الخطيب "ص107-111" بتصرف يسير.
نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 89