نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 68
أنها تعذب وهم يبكون عليها؛ يعني: تعذب بكفرها في حال بكاء أهلها لا بسبب البكاء، واحتجت بقوله تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: 38] وقوله: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18] . فهي -رضي الله عنها- ترى أن الحديث يخص الكافر وحده ولم تكذِّبْ عمر ولا ابنه عبد الله في رواية الحديث وخاصة الذي جاء فيه لفظ "المؤمن" "في الصحيحين"؛ وإنما ترى أنهما أخطآ أو نَسِيَا، واستندت إلى القرآن الكريم في الفَهْم الذي بان لها من روايات الحديث المختلفة.
ففي رواية في الصحيحين قالت: رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه؛ ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله ليزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه"، وقالت: حسبكم القرآن: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18] [1].
وفي رواية في المستدرك[2]: وأما قوله: إن الميت يعذب ببكاء الحي، فلم يكن الحديث على هذا؛ ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بدار رجل من اليهود قد مات وأهله يبكون عليه فقال: "إنهم ليبكون عليه، وإنه ليعذب" {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 12] وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وفي رواية عند مسلم قالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن -أي: ابن عمر- أما إنه لم يكذب؛ ولكنه نسي أو أخطأ، إنما مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على يهودية يُبكى عليها، فقال: "إنهم يبكون عليها، وإنها لتعذب في قبرها" [3].
وفي رواية عند مسلم أيضًا قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن سمع شيئًا فلم يحفظه، إنما مرت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جنازة يهودي، وهم يبكون عليه، فقال: "أنتم تبكون عليه وإنه ليعذب" [4]. [1] صحيح البخاري "1/ 397" كتاب الجنائز "23" باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يعذب الميت ببكاء أهله عليه" - حديث "1286، 288".
صحيح مسلم "2/ 641، 642" "11" كتاب الجنائز "9" باب الميت يعذب ببكاء أهله - حديث "928/ 23". [2] المستدرك للحاكم "2/ 215" كتاب العتق. [3] صحيح مسلم "2/ 643" "11" كتاب الجنائز "9" باب الميت يعذب ببكاء أهله - حديث "932/ 27". [4] صحيح مسلم "2/ 642" الموضع السابق - الحديث "931/ 25".
نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 68