نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 63
الفصل السادس: مظاهر احتياط الصحابة في قبول الحديث الشريف 1
كما احتاط الصحابة في التحديث احتاطوا أيضًا وتثبتوا في قبول الأخبار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خشية الوقوع في الخطأ، ومن مظاهر ذلك ما يلي:
الأول: طلبهم شاهدًا على السماع: قال الحافظ الذهبي: كان أبو بكر -رضي الله عنه- أول من احتاط في قبول الأخبار، فروى ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب أن الجدة جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تُورث، فقال: ما أجد لك في كتاب الله شيئًا، وما علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر لك شيئًا، ثم سأل الناس، فقام المغيرة فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعطيها السدس، فقال له: هل معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك، فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه[2].
وروى الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: "كنت في مجلس من مجالس الأنصار إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثًا، فرجعت فقال: ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثًا فلم يؤذن لي فرجعت، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع"، فقال: والله لتقيمن عليه ببينة[3]، أمنكم أحد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أُبي بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم، فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك[4]، فقال عمر لأبي موسى: أما إني لم أتهمك؛ ولكن خشيت أن يتقول الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم[5].
1 راجع: المدخل إلى توثيق السنة "ص32-34". [2] تذكرة الحفاظ "1/ 3" والحديث في الموطأ "2/ 513"، وسنن أبي داود "3/ 316، 317" "13" كتاب الفرائض "5" باب في الجدة - حديث "2894"، سنن الترمذي "4/ 365، 366" "30" كتاب الفرائض "10" باب ما جاء في ميراث الجدة - حديث "2100"، "2101"، سنن ابن ماجه "2/ 108، 109" "23" كتاب الفرائض "4" باب ميراث الجدة - حديث "2724". [3] في لفظ مسلم: فقال عمر: أقم عليه البينة وإلا أوجعتك. [4] صحيح البخاري بحاشية السندي "4/ 88"، صحيح مسلم "3/ 1694". وهو في الموطأ "2/ 964". [5] الموطأ "2/ 964".
نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 63