نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 44
اختار له الأمور اختيارًا وأخفي عنه، فدعا بقضاء علي فجعل يكتب منه أشياء، ويمر به الشيء فيقول: "والله ما قضى بهذا علي، إلا أن يكون ضل"[1].
قال الحافظ التيجاني: "هذا يدل على أن قضاء علي كان مكتوبًا، والقضاء يستند إلى السُّنَّة"[2].
وكتب المغيرة بن شعبة إلى معاوية بن أبي سفيان بعض الحديث[3].
وروى أبو خيثمة -رضي الله عنه- بسند صحيح عن ورَّاد كاتب المغيرة قال: أملى عليَّ المغيرة، وكتبته بيدي[4].
وأجاز أبو أمامة الباهلي كتابة العلم، فقد سأله تلميذه الحسن بن جابر عن كتابة العلم فقال: لا بأس بذلك[5]، وكتب عبد الله بن أبي أوفَى -رضي الله عنهما- حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأرسله إلى بعض أصحابه[6].
وأبو هريرة -رضي الله عنه- أكثر الصحابة حفظًا للحديث الشريف على الإطلاق، وذلك ببركة دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- له بالحفظ كما في صحيح البخاري، وإذا كان ممن لا يكتب الحديث الشريف، فإن تلاميذه كتبوا له حديثه، وأخذ هذه الكتب فحفظها عنده حتى لا يُغيَّر في حديثه أو يبدَّل فيه، وحتى تكون مقياسًا عنده لما نسب إليه من الأحاديث الكثيرة التي بثها في التابعين الذين بلغوا ثمانمائة نفس[7].
وإذا كان أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- كره الكتابة؛ فإنما هذا اجتهاد منه؛ لئلا يجعل الحديث كالقرآن في كتاب، وليس لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، ومن جهة أخرى فإن ابنه خالفه، وكان يكتب حديثه[8]. [1] مقدمة صحيح مسلم بشرح النووي "1/ 197". [2] سنة الرسول صلى الله عليه وسلم "ص54". [3] صحيح البخاري "ص2/ 153" طبعة الشعب. [4] كتاب العلم "ص117". [5] سنن الدارمي "1/ 127"، تقييد العلم "ص98"، وإسناد أبي داود حسن. [6] صحيح البخاري "4/ 62" طبعة الشعب، وذكر البخاري أجزاء من الحديث الذي كتبه. [7] راجع: فتح الباري "1/ 184"، والعلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد "1/ 43"، وجامع بيان العلم "1/ 89". [8] تقييد العلم "ص36-38".
نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 44