نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 177
بالتطلع الواسع إلى الاستفادة من العلم والفَهْم، فكانت كثيرة السؤال والاستفسار، شديدة التمحيص والتنقيب، وقد شهد لها بذلك الأكابر، فعن أبي مليكة -رضي الله عنه- قال: "إن عائشة كانت لا تسمع شيئًا إلا راجعت فيه حتى تعرفه"[1].
- علمها بالقرآن:
لقد كانت رضي الله عنها -وهي صبية تلعب- تسمع الآية من القرآن فتحفظها وتضبط مكان نزولها ووقت النزول؛ حيث تقول: لقد نزل بمكة على محمد -صلى الله عليه وسلم- وإني لجارية ألعب: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46] ، وما نزلت البقرة ولا النساء إلا وأنا عنده[2].
ثم بعد أن انتقلت إلى البيت النبوي حضرت الكثير من نزول القرآن، وإن الوحي كان ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- في لحافها؛ لذلك وصفت أحواله حين نزول الوحي عليه[3]، الأمر الذي جعلها تلتقط الآية من فم النبي -صلى الله عليه وسلم- فتحفظها وتعي الأحكام والمقاصد[4]، فجمعت إلى حفظ القرآن معرفة معانيه وتفسيره، فأصبحت من كبار المفسرين للقرآن الكريم، وساعدها على ذلك معرفتها باللغة العربية وأشعارها وآدابها[5]، وكان لها مصحف خاص بها جمعت القرآن إلى تفسيره؛ ولذا كان بحجم المصحف ثلاث مرات[6].
- علمها بالحديث رضي الله عنها:
لقد كانت -رضي الله عنها- من كبار المحدثين المتميزين، وحُفاظ السنة المتقنين الضابطين، [1] صحيح البخاري "1/ 54" كتاب العلم، باب من سمع شيئًا فراجع فيه حتى يعرفه، عن ابن أبي مليكة "103". [2] صحيح البخاري "3/ 301" كتاب التفسير، تفسير: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ} عن عائشة "4876". [3] صحيح البخاري "1/ 13، 14"، كتاب بدء الوحي، عن عائشة "302". [4] كانت عائشة تقول: "إن الآية تنزل علينا في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنحفظ حلالها وحرامها وأمرها وزجرها ... ". انظر: أعلام النساء، رضا كحالة "3/ 106"، مؤسسة الرسالة بيروت. [5] كانت عائشة تقول: "رويت للبيد ألف بيت" سير أعلام النبلاء، الذهبي "2/ 140". [6] الإتقان في علوم القرآن، السيوطي "1/ 96"، المكتبة الثقافية، بيروت، لبنان.
نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 177