نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 175
دور أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في رواية الحديث:
الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- يأخذ أبعادًا شتى، في فضلها أو سَعَة علمها أو فقهما أو أدبها.
- مناقبها رضي الله عنها:
مناقب عائشة -رضي الله عنها- كثيرة منثورة في كتب السنة، بفضلها ومكانتها، ولقد فتحت -رضي الله عنها- عينيها في بيت قد نوَّره الله بنور الإسلام، فكانت تقول: "لم أعقل أبويَّ إلا وهما يدينان الدين"[1]. فنشأت في هذا البيت النقي العظيم البركات تحت رعاية أبيها أبي بكر -رضي الله عنها- أحب رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم[2]- وأول مَن ساند الدعوة الإسلامية، وأنفق من ماله ليشتد عود الإسلام.
ثم انتقلت -رضي الله عنها- إلى البيت النبوي وهي ما زالت صبية تلعب[3]، فاستقبلها سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- فأتم رعايتها وتوجيهها، فصلب عودها في بيت كان منزل الوحي، وكتب له فيما بعد أن يكون منارة من منارات العلم، وفوق هذا أحبها -صلى الله عليه وسلم- حبًّا شديدًا كان يعلن به، وكثيرًا ما كانت تفخر بهذه المزية، وتعدها ضمن الخصال الكثيرة التي حباها الله تعالى بها دون سائر أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعًا[4]، ولو لم يكن لها -رضي الله عنها- إلا هذه المنقبة لكفتها. فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يحب إلا طيبًا. وكانت مظاهر حب النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها- بيِّنة عليه، وكان يعتبر إيذاء [1] صحيح البخاري "3/ 18"، كتاب المناقب، هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى المدينة "3905" عن عائشة. [2] سأل عمرو بن العاص النبي: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: "عائشة"، فمن الرجال؟ قال: "أبوها". أخرجه البخاري في كتاب المغازي، غزوة ذات السلاسل "4358" عن عمرو. [3] قالت عائشة رضي الله عنها: "تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد متوفى خديجة وأنا ابنة ست، وأدخلت عليه وأنا ابنة تسع، جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة وأنا مجممة، وصنعنني ثم أتين بي إليه". رواه أبو داود في السنن، كتاب الأدب "1435"، وسنده صحيح، ومجممة: أي ذات جُمة بالضم، وهي مجتمع شعر الرأس، وهي أكثر من الوفرة، وما سقط على المنكبين، انظر: لسان العرب "2/ 107". [4] كانت عائشة -رضي الله عنها- تقول: "فضلت عليكن بعشر ولا فخر ... " فذكرت حب النبي -صلى الله عليه وسلم- لها، ذكره الذهبي في السير "2/ 147".
نام کتاب : منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر نویسنده : على عبد الباسط مزيد جلد : 1 صفحه : 175