responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الجرح والتعديل نویسنده : عبد المنعم السيد نجم    جلد : 1  صفحه : 63
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي خطبَته: "فليبلغ الشَّاهِد مِنْكُم الْغَائِب فَإِنَّهُ لَعَلَّه أَن يبلغهُ من هُوَ أوعى لَهُ" وَقَالَ: "بلغُوا عني وَلَو آيَة وَحَدثُوا عني وَلَا حرج".
وَهَذَا وَغَيره مِمَّا أَمر بِهِ الصَّحَابَة أَولا، ثمَّ أمروا إِلَى نَقله إِلَى من بعدهمْ مَعَ الْمُحَافظَة على الْمَنْقُول من الزِّيَادَة وَطلب الوعي والضبط.

منع الرِّوَايَة عَن الضُّعَفَاء ... والتثبت فِي تحملهَا
يقْصد بِهَذَا العنوان تَأْكِيد مَا سبق وَوضع قَاعِدَة لمن تُؤْخَذ عَنْهُم الرِّوَايَة وَمن تطرح روايتهم أَو يتَوَقَّف فِيهَا حَتَّى يبين أَمرهم.. روى عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم بِسَنَدِهِ عَن أبي عُثْمَان مُسلم بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: "سَيكون فِي آخر الزَّمَان نَاس من أمتِي يحدثونكم بِمَا لم تسمعوا بِهِ أَنْتُم وَلَا آباؤكم فإياكم وإياهم.." وروى أَيْضا بِسَنَدِهِ عَن شرَاحِيل بن يزِيد يَقُول: حَدثنِي مُسلم بن يسَار أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يكون آخر الزَّمَان دجالون [1] كذابون يأتونكم من الْأَحَادِيث مَا لم تسمعوا أَنْتُم وَلَا آباؤكم فإياكم وإياهم لَا يضلوكم وَلَا يفتنوكم..".
قَالَ عبد الرَّحْمَن: "لما أخبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكذابين يكونُونَ فِي آخر الزَّمَان يكذبُون عَلَيْهِ علم أَن الأول وهم الصَّحَابَة خارجون من هَذِه الْجُمْلَة وزائل عَنْهُم التُّهْمَة" [2] وَرَوَاهُ مُسلم بِسَنَدِهِ عَن أبي عُثْمَان مُسلم بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: "سَيكون فِي آخر الزَّمَان أنَاس يحدثونكم مَا لم تسمعوا أَنْتُم وَلَا آباؤكم فإياكم وإياهم" وروى بِسَنَدِهِ أَيْضا عَن مُسلم بن يسَار أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يكون فِي الزَّمَان دجالون كذابون بِهِ" وَرُوِيَ مُسلم أَيْضا بِسَنَدِهِ عَن مُجَاهِد قَالَ بشير الْعَدوي إِلَى ابْن عَبَّاس فَجعل يحدث وَيَقُول قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَجعل ابْن عَبَّاس لَا يَأْذَن لحديثه وَلَا ينظر إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا ابْن عَبَّاس مَالِي لَا أَرَاك تسمع لحديثي أحَدثك عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا تسمع.. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: "إِنَّا كُنَّا مرّة إِذا سمعنَا رجلا يَقُول قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابتدرته أبصارنا وأصغينا إِلَيْهِ بآذاننا فَلَمَّا ركب النَّاس الصعب[3]والذلول لَا نَأْخُذ من النَّاس إِلَّا مَا نَعْرِف". إِلَى غير هَذِه الرِّوَايَات وَهِي كَثِيرَة، وحاصلها أَنه لَا يقبل رِوَايَة الْمَجْهُول وَأَنه يجب الِاحْتِيَاط فِي أَخذ الحَدِيث، فَلَا يقبل إِلَّا من أَهله، وَأَنه لَا يَنْبَغِي أَن يرْوى عَن الضُّعَفَاء، وَسَيَأْتِي المُرَاد بالضعف الَّذِي تطرح الرِّوَايَة بِسَبَبِهِ.

[1] الدجالون جمع دجال قَالَ ثَعْلَب: كل كَذَّاب فَهُوَ دجال وَيُقَال: الدَّجَّال المموه ودجل فلَان إِذا موه. ودجل بباطله إِذا غطاه.
[2] مُقَدمَات كتاب الْجرْح وَالتَّعْدِيل ص 14
[3] أصل الصعب. والذلول فِي الْإِبِل، فالصعب الْعسر، المرغوب عَنهُ. والذلول السهل الطّيب المحبوب المرغوب فِيهِ. فَالْمَعْنى سلك النَّاس كل مَسْلَك مِمَّا يحمد ويذم. لَا يَأْذَن أَي لَا يستمع وَلَا يصغي وَمِنْه سميت الْأذن.
بَيَان أَن الْأَخْبَار من الدّين والتحرز من التوقي فِيهَا..
هُنَا بَيَان أَن الْإِسْنَاد من الدّين وَأَن الرِّوَايَة لَا تكون إِلَّا عَن الثقاة، وَأَن جرح الروَاة بِمَا هُوَ فيهم جَائِز بل وَاجِب، وَأَنه لَيْسَ من الْغَيْبَة الْمُحرمَة بل من الذب عَن الشَّرِيعَة المكرمة، وَسَيَأْتِي زِيَادَة فِي هَذَا.. روى عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم عَن ابْن سِيرِين قَالَ: "إِنَّمَا هَذِه الْأَحَادِيث دين فانظروا عَمَّن تأخذونه".
وروى أَيْضا بِسَنَدِهِ عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: "إِن هَذَا الحَدِيث دين فانظروا عَمَّن تأخذونه وَمرَّة يرْوى بِلَفْظ أَن هَذَا الْعلم دين بِهِ.." ويروى أَيْضا عَن ابْن سِيرِين بِلَفْظ: "انْظُرُوا عَمَّن تأخذون هَذَا الحَدِيث فَإِنَّمَا هُوَ دينكُمْ.." وروى بِسَنَدِهِ.. قَالَ ابْن شهَاب: "إِذا حدث لي بِالْإِسْنَادِ وَيَقُول: لَا يصلح أَن يرقى السَّطْح إِلَّا بِدَرَجَة".
نام کتاب : علم الجرح والتعديل نویسنده : عبد المنعم السيد نجم    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست