نام کتاب : بحوث في تاريخ السنة المشرفة نویسنده : العمري، أكرم جلد : 1 صفحه : 44
ومن ذلك أيضا ما وضعه إسحاق بن محمشاد أحد الكرامية في مدح إمامه "يجيء في آخر الزمان رجل يقال له محمد بن كرام يحي السنة والجماعة، هجرته من خراسان إلى بيت المقدس كهجرتي من مكة إلى المدينة"[1].
وهكذا لعبت العصبية للمدن والجنس والأئمة دورا في حركة الوضع في الحديث. [1] ابن عراق: تنزيه الشريعة [2]/ 30.
الوضع لأغراض خاصة:
وكان من عوامل الوضع أيضا الأغراض الخاصة لبعض قليلي الورع من الناس كأن يضعوا أحاديث تقربهم من الحكام والأكابر مثل غياث بن إبراهيم الذي دخل على المهدي فوجد عنده حماما فوضع حديث "لا سبق إلا في نصل أو حافر أو جناح" فأمر له المهدي بجائزة فلما خرج ذكر المهدي كذبه وأمر بذبح الحمام! [1] وكان الأولى أن يعاقب هذا الكذاب بدل أن يصله بجائزة.
ومن ذلك أيضا أن هارون الرشيد لما قدم إلى المدينة المنورة أعظم أن يرتقي منبر النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء ومنطقة، فتطوع القاضي أبو البختري بذكر حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبسهما. وقد كان يحي بن معين -أحد أئمة المحدثين- حاضرا فكذبه على رؤوس الأشهاد[2].
ومثل سعد بن طريق الإسكافي الذي ضرب المعلم ابنه فوضع حديث "معلموا صبيانكم شراركم"[3] وكان البعض يتكسب بالحديث وروايته مثل أبي داؤد الأعمى الذي كان سائلا يتكفف الناس ويحدث عن البراء وزيد بن [1] ابن حبان: المجروحين من المحدثين 1/ 23-ب، وابن الجوزي: الأحاديث الموضوعة 1/ 5ب. [2] ابن حبان: المجروحين من المحدثين 1/ 23 أ-ب، وابن الجوزي: الأحاديث الموضوعة 1/ 5ب. [3] السيوطي: اللآلئ المصنوعة 1/ 263 والخطيب: تاريخ بغداد 13/ 453.
نام کتاب : بحوث في تاريخ السنة المشرفة نویسنده : العمري، أكرم جلد : 1 صفحه : 44