نام کتاب : بحوث في تاريخ السنة المشرفة نویسنده : العمري، أكرم جلد : 1 صفحه : 42
يتبعون مذهبه الفقهي فأما العصبية للمدن فقد ظهرت بعد استقرار العرب في المدن المفتوحة واختلاط قبائلهم ببعضها من جهة وبالأعاجم من جهة أخرى حيث حدث تداخل وتصاهر بين الأجناس العديدة التي ضمتها المدينة الإسلامية وقد ضعف نتيجة ذك الشعور بالقبيلة تدريجيا وظهر بجانبه التعصب للمدينة والانتساب إليها مع القبيلة وحل الفخر بالمدينة مكان الفخر بالقبيلة وقد أدت العصبية والمنافسة بين المدن إلى وضع أحاديث كثيرة في فضائل بعض المدن وفي ذم مدن أخرى حتى لا تكاد تخلو مدينة من المدن الإسلامية من أحاديث وضعت لها أو عليها. وقد وضع الكديمي حديثا في فضل البصرة "إني لأعرف أرضا يقال لها البصرة أقومها قبلة وأكثرها مساجد ومؤذنين، يدفع عنها البلاء ما لا يدفع عن سائر البلاد"[1].
ووضع محمد بن معبد الرحمن بن البيلماني حديث "يأتي على الناس زمان يكون أفضل الرباط رباط جدة"[2] ووضع ميسرة بن عبد ربه نحو أربعين حديثا في فضائل قزوين[3]. ووضع أحمد بن كنانة الشامي حديث "إذا ذهب الإيمان من الأرض وجد ببطن الأردن"[4] ووضع أبو عصمة حديثا طويلا في فضائل مدن خراسان واحدة واحدة[5] أما الأحاديث التي وضعت في ذم بعض المدن من قبل المدن المنافسة لها فهي كثيرة جدا أيضا ومن ذلك ما وضعه عمار بن زربي في ذم البصرة وأنه سيكون بها خسف ومسخ[6] وما وضعه أبان بن أبي عياش "الجفاء والبغي في الشام"[7] ومن الأحاديث ما وضع في مدح مدن مجتمعة أو ذم مدن مجتمعة, ولعل ذلك يلقي في بضع الأحياء ضوءا على العلاقات بين المدن [1] ابن عراق: تنزيه الشريعة 2/ 58. [2] المصدر السابق 2/ 46. [3] ابن الجوزي: الأحاديث الموضوعة 1/ 5أ. [4] ابن عراق: تنزيه الشريعة 2/ 57. [5] المصدر السابق 2/ 47-48. [6] المصدر السابق أيضا 2/ 50. [7] المصدر السابق 2/ 58.
نام کتاب : بحوث في تاريخ السنة المشرفة نویسنده : العمري، أكرم جلد : 1 صفحه : 42