نام کتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 513
تتابعت، وخراج رقيق لي، فنظر فوجدها كما قال، ثم دعاه ليستعمله فأبى, فقال: لقد طلب العمل من كان خيرا منك قال: إنه يوسف نبي الله ابن نبي الله, وأنا أبو هريرة بن أمية, وأخشى ثلاثا: أن أقول بغير علم، أو أقضي بغير حكم، ويضرب ظهري ويشتم عرضي وينزع مالي.
5- تأخر وفاته, فقد توفي سنة سبع وخمسين على الصحيح, وقيل ثمان أو تسع وخمسين للهجرة, وقد أتاح له تفرغه, وتأخر وفاته أن كان الآخذون عنه كثيرون جدا, وقد سمعت مقالة البخاري الآنفة, وأنه له من الأصحاب والتلاميذ نحو الثمانمائة[1], وغير خفي عنا أن للأصحاب والتلاميذ الفضل الأكبر في نشر علم الشيخ وحديثه وعلى قدر كثرتهم أو قلتهم يكون شهرة مذهب الإمام أو عدم شهرته, ومن الكلمات المأثورة عن الإمام الشافعي قوله: "الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به", فلا تعجب بعد هذه المقدمات أن يكون أبو هريرة أكثر الصحابة رواية, ومن أراد استيفاء الرد على كل ما أثير حول أبي هريرة وغيره من الصحابة فليرجع إلى كتابي "دفاع عن السنة"[2].
"فائدة": السبب في قلة مرويات الصديق رضي الله تعالى عنه مع أنه أول من آمن من الرجال وأفضل الصحابة مع كثرة ملازمته للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن الكثرة في الرواية لا ترجع إلى طول الصحبة فحسب، بل هناك عوامل أخرى عرضنا لها في بيان الحق في كثرة رواية أبي هريرة كالتفرغ للعلم والرواية، وتأخر الوفاة، والصديق رضي الله عنه اشتغل عقب وفاة الرسول بمهام الخلافة، وتثبيت دعائم الإسلام بقتال المرتدين, ونشر رسالة الإسلام, فلم يكن عنده وقت للرواية, وأيضا فقد تقدمت وفاته قبل استقرار الأحوال، وانتشار الحديث وتفرغ الناس للعلم، واعتنائهم بسماعه وتحصيله وحفظه. [1] الإصابة في تاريخ الصحابة ج4 ص202-210، والاستيعاب على هامش الإصابة ج4 ص202. [2] من ص107-147، وقد طبع ونفذ، وقد نعيد طبعه إن شاء الله تعالى.
نام کتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 513