نام کتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 50
البخاري ومسلم[1] بل كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يرسل مع الوفود من علماء الصحابة من يقرئهم القرآن. ويعلمهم السنة. ويفقههم في الدين وذلك كما فعل مع الأنصار قبل الهجرة, فقد أرسل معهم الصحابي الجليل مصعب ابن عمير داعيا إلى الإيمان ومقرئا ومعلما.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرا ما يشحذ عزائمهم إلى حفظ الأحاديث والسنن وتبليغها بمثل قوله -صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرأ سمع مني مقالة فحفظها ووعاها، فأداها كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع" , رواه أبو داود والترمذي وروى نحوه الشافعي والبيهقي وفي آخره: "فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".
وقال -صلى الله عليه وسلم: "ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه".
وقال: "فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع" , رواها البخاري[2] وقال -صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما, وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر" , رواه الترمذي من حديث طويل إلى غير ذلك من الأحاديث التي كانت تحمل الصحابة على العناية الفائقة بحفظ الأحاديث والسنة وتبليغها.
"كتابة القرآن كله":
لقد كتب القرآن جميعه بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم, وإن كان كتب مفرقا في العسب والأكتاف، والرقاع, واللخاف[3] وتلقاه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة [1] صحيح البخاري, كتاب العلم, باب القراءة والعرض على المحدث وباب تحريض النبي وفد عبد القيس أن يحفظوا الإيمان والعلم. [2] كتاب العلم باب رب مبلغ أوعى من سامع. [3] العسيب: جمع عسيب طرف الجريد العريض، والأكتاف: جم كتف أي عظم الكتف، الرقاع: جمع رقعة: ما يكتب فيه من جلد أو قماش أو ورق، اللخاف: جمع لخفة: وهي حجارة رقيقة يكتب عليها.
نام کتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 50