نام کتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 479
فإن كان ذلك أي التغيير بالنسبة إلى النقط فالمصحف, وإن كان بالنسبة إلى الشكل أي الحركات والسكنات من شكلت الكتاب قيدته بالإعراب فالمحرف، وهي تفرقة تدل على الدقة كما هو العهد به رحمه الله ونشر ذكره.
وما يهون من أمر الاختلاف أنه اصطلاح، ولا مشاحة -كما يقول علماؤنا- في الاصطلاح.
"منشأ التصحيف":
والتصحيف بمعناه اللغوي والاصطلاحي يشعر إشعارا قويا بمنشأ الغلط, وهو الاعتماد في تلقي العلم على الصحف، وهي بدعة كانت بعد القرون الأولى الفاضلة التي كان الاعتماد فيها على التلقي الشفاهي من العلماء، وما كانت الكتب والصحف إلا لتأكيد المسموع خشية السهو أو النسيان.
ولم يكن التلقي من أفواه العلماء أمرا خاصا بالمحدثين, بل كانت هذه السمة الغالبة في أخذ العلوم الإسلامية في العصور الأولى حتى كتب اللغة, والأدب، والشعر كانت تتلقى هكذا، وتنقل برواية الخلف عن السلف، وإن كانت الرواية عند هؤلاء لم تبلغ مبلغها عند المحدثين، والأمر ظاهر؛ لأن اللغة, والأدب، والشعر، ونحوها لم تكن مصادر. لاستنباط الأحكام من الحلال والحرام، وإنما كان مصدر ذلك القرآن الكريم، والسنة النبوية.
وتلقي العلوم الإسلامية كلها عن طريق السماع من الشيوخ، ونقلها عن طريق الرواية من الخصائص التي امتاز بها المسلمون عن غيرهم مبلغ علمي فليعِ هذه الحقيقة شبابنا وطلاب العلم في البلاد الإسلامية.
نام کتاب : الوسيط في علوم ومصطلح الحديث نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 479