نام کتاب : المحاضرة الدفاعيةعن السنة المحمدية نویسنده : الجامي، محمد أمان جلد : 1 صفحه : 9
بكل جرأة ووقاحة تلكم القرون المفضلة التي شهد لها الرسول المعصوم عما أنها "خير القرون "حيث يقول: " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" [1]. ولا خير فيه قطعا مع القصور في فهم الدين والعجز عن تطبيق الإسلام وهؤلاء السلف الذين يستخف بهم المذكور بما فيهم أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف. هم سند هذا الدين، فإذا طعنوا. واتهموا بالقصور فقد طعن الدين نفسه ومن طعن هذا الدين فما عليه إلا أن يلتمس له دينا آخر وملة أخرى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران 85. وقال رسول الله لا: " من رغب عن سنتي فليس مني " [2] فلندع هذا الخبط ولنفهم المعنى الصحيح للآية وهو أنك إذا أردت أن تنفق مما زاد عن حاجتك بمعنى أنك تبدأ بنفسك ثم بمن تعول ثم تنفق في المشاريع الأخرى. هذا هو الأصل في الإنفاق علي أساس: "اليد العليا خير من اليد السفلى " 3 "وأبدأ بنفسك" 4"وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى" [5].
ولا يمنع هذا أن تؤثر أخاك المسلم على نفسك إن قدرت على الصبر على ذلك، وليس بواجب أن تتصدق بكل ما زاد على حاجتك الضرورية، حيث وصف الله بالإيمان حقا من ينفق بعضا. مما رزقهم الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقَّا} الأنفال [3]- [4]. ماذا أردت أن تكون من المؤمنين فما عليك إلا أن تطبق هذه الصفات الواردة في هذه الآيات وغيرها. من آيات الكتاب المبين.
والآية الثانية قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} العنكبوت: 69.
حاول (محمود) أن يستدل بهذه الآية على ما يسميه بعلم الحقيقة- أو علم الباطن- بدعوى أن الإنسان يبلغ بالمجاهدة والطاعة إلى مرحلة تؤهله أن يأخذ عن الله بدون واسطة وهذه من شطحات الصوفية القديمة وليست شيئا جديدا جاء به (محمود) ولا يدعى هذه الدعوى- إلا الزنديق الذي يحاول أن يخرج على رسالة المصطفى ولو كان ذلك جائزا- لكان أبو بكر رضي الله عنه أولى بذلك لأنه أفضل هذه الأمة، بعد نبيها
بهذه المناسبة نحيطكم علما أن هذه الآراء الشاذة التي يدعو إليها هذا المسكين المتخبط ليست من بنات أفكاره- كما يظن بعض الناس- وإنما هي آراء بالية أخذها من بطون كتب الملاحدة إلا أنه يزركشها أحيانا زركشة ويلونها تلوينا ليظن الناس أنها من بنات أفكاره.
وبعد فلنفهم الآن المعنى الصحيح للآية وهو أن العبد إذا لازم تقوى الله تعالى وبذل وسعه في طاعته وحاول فهم شريعته فهما صحيحا وفقه الله إلى الصراط المستقيم ويسر له الأسباب في تحصيل العلم ويسر له العمل الصالح، وهذا هو معنى قوله تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} الطلاق: [4]. وهذا أيضا معنى الأثر الذي يكرره (محمود) دائما ظنا منه أنه حديث " من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم " [6] ولا يدل هذا الأثر- بعد صحته- في أكثر مما ذكر في الآية السابقة.
الآية الثالثة: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} الأنفال: 17.
1صحيح أخرجه خ وم وغيرهما ومضى تخريجه في ص35. [2] هذا جزء من الحديث الذي أخرجه خ النكاح (1) م النكاح (5) ن النكاح (4) الدارمي النكاح (3) والإمام أحمد في مسنده 138/ 2 وذلك من حديث عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه. وغيره من الصحابة رضي الله تعالى عنهم [3] خ الوصايا (9) الرقاق (11) (50) النفقات (2) م. الزكاة (94) (95) (96) (97) (106) د الزكاة (28) ت الزهد 32. والإمام أحمد في مسنده ص 4 ح 2 ودلك من حديث ابن عمرو رص الله تعالى عنهما [4] د الزكاة (41) ن الزكاة (60) . [5] خ الزكاة (18) النفقات (2) . م: الزكاة (95) والزكاة (29) . ن: الزكاة (53) (60) 0أحمد في المسند 2/245 وذلك من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. [6] أورده العجلوني في الكشف 365/ 2 وقال رواه أبو نعيم عن أنس ثم سكت وقال الشوكاني في الفوائد ص 286 رواه أبو نعيم وهو ضعيف.
نام کتاب : المحاضرة الدفاعيةعن السنة المحمدية نویسنده : الجامي، محمد أمان جلد : 1 صفحه : 9