نام کتاب : المحاضرة الدفاعيةعن السنة المحمدية نویسنده : الجامي، محمد أمان جلد : 1 صفحه : 12
وغيرهما من الأسماء الواردة في الحديث ونصه هكذا: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أوى إلى فراشه: " اللهم رب السماوات السبع ورب الأرض العظيم خالق كل شيء، فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء اقض عنى الدين وأغنني من الفقر " [1] فهل بعد هذا التفسير من تفسير؟ فماذا بعد الحق إلا الضلال. وكان (محمود) يجهل هذا التفسير النبوي أو يتجاهل تجاهل مغرض ويقول بدون روية (كل شيء له ظاهر وباطنا فالله له ظاهر وباطن. والشريعة لها ظاهر وباطن والإنسان له ظاهر وباطن) وقد دندن صاحبنا حول هذه المسألة كثيرا ونوقش كثيرا ونقدنا الأمثلة التي أوردها إلا أنه يجيد التهرب والتملص فلم يستفد من المناقشة والنقد والردود. نسأل الله لنا وله الهداية.
الحديث الخامس:
(تخلقوا بأخلاق الله)
ذكرت لكم سابقا في مناقشاتي مع المذكور أن هذا الحديث لا أصل له في شيء من كتب السنة ولا يرف له إسناد. ومعناه غير صحيح بيان ذلك: المراد بالأخلاق الصفات قطاعا فالله موصوف بالعظمة والكبرياء، وأنه يحي ويميت ... وهل يجوز للعبد أن يتصف بهذه الصفات؟.
الجواب السليم (لا) بالخط العريض وقد يقول القائل هنا: أليس العبد يوصف بالعلم والقدرة والحياة والوجود وهذه من صفات الله تعالى؟
الجواب أن يقال: إن علم الخالق تعالى غير علم المخلوق وكذلك قدرته وحياته ووجوده.
وتوضيح ذلك في صفة العلم- مثلا- علم المخلوق علم مخلوق مثله، يناسب حاله فقد كان مسبوقا بجهل ويطرأ عليه النسيان فما أكثر ما نعلم شيئا ثم ننساه، فهو ناقص غير محيط بكل شيء. أما الرب سبحانه فعلمه قديم قدم ذاته- غير مسبوق بجهل قط- ولا يطرأ عليه نسيان- ولا غفلة- وهو محيط بجميع المعلومات، وهكذا يقال في سائر صفاته التي فيها الاشتراك في اللفظ- كالكرم- والجود - والرحمة- والعفو- والمحبة- والغضب ونحو ذلك- وهكذا تزول الشبهة ويظهر وجه الحق- واضحا- فلله وحده الحمد والمنة.
الحديث السادس:
" خلق الله آدم على صورته " هذا هو الحديث الأخير من الأحاديث التي ساقها (محمود) ليلبس بها على الناس وهو لم يذكر الحديث بتمامه، وإنما اقتصر على القدر الذي كان يظن أنه من شواهده كعادته المعروفة ولذلك فاته المعنى الصحيح للحديث، ومرجع الضمير في قوله: (على صورته) وتمام الحديث- بما فيه ذكر السبب- كالآتي: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يضرب ابنه أو غلامه، في وجهه لطما ويقول: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك. فقال رسوله الله " إذا ضرب أحدكم غلامه فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته "3
ومعنى الحديث جد واضح، ومرجع الضمير ظاهر من ذكر سبب الحديث وتوضيح المعنى كالآتي؟ يقول صلى الله عليه وسلم مؤدبا لأمته: إذا أراد أحدكم أن يضرب من يجوز له ضربه- ضرب تأديب طبعا- كالغلام، والولد، والزوجة، فليتق الوجه ضربا احتراما بأبي [1] أخرجه م الذكر (61) د الأدب 98، ت الدعوات (19) (67) جه الدعاة 11 وح التعبير (1) ط القرآن (27) والإمام أحمد في مسنده 381/ 22 من حديث أبى هريرة رضي الله تعالى
2 لم يوجد له ذكر في كتب الموضوعات القديمة. ربما وضعه بعض الناس في بداية القرن الحالي والعلم عند الله تعالى
3 أخرجه خ الاستئذان (1) م البر (115) الجنة (28) والإمام أحمد في مسنده 244/2 وذلك من حديث أبى هريرة رضي الله تعالى عنه
نام کتاب : المحاضرة الدفاعيةعن السنة المحمدية نویسنده : الجامي، محمد أمان جلد : 1 صفحه : 12