نام کتاب : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين نویسنده : أحمد محرم الشيخ ناجي جلد : 1 صفحه : 20
أحلى من العسل، وهو الذي أنعم به على بني إسرائيل {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} , ومنها القطع كقوله: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} ومنها أن تمنّ بما أعطيته للغير وتتحدث عنه فيتأذى به ذلك الغير.
ومنه قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} , وقوله: {ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى} .
ومنها: الإنعام والإحسان إلى من لا تطلب الجزاء منه كقوله: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} والمنان في صفة الله تعالى: المعطي ابتداء من غير أن يطلب منه عوضا.
والمفسرون[1] على أن {مَنَّ} هنا بمعنى أحسن وأنعم على المؤمنين في علمه أو الذين يئول حالهم إلى الإيمان، منّ عليهم ببعث رسول عظيم من أشرفهم وأنبلهم وأكرمهم وأفضلهم وأوسطهم نسبا, ثم كان مهمة الرسول المبينة في هذه الآية تمثل ثلاث حلقات: قراءة للآيات, وتبليغ لها, وتزكية للنفوس وتطهيرها, وتعليم للكتاب وللحكمة، وقد علم أن الكتاب هو القرآن. فما الحكمة؟ لن تكون إلا السنة كما نص على ذلك أبو السعود[2], وسبقه إلى تقريره وتأكيده الشافعي[3], وهو يطلب ويستقصي أنواع بيان والسنة للقرآن. [1] انظر التفسير الكبير المعروف بمفاتيح الغيب ج9، ص80، وروح المعاني ج4، ص114. [2] إرشاد العقل السليم ج1، ص441. [3] الرسالة للإمام الشافعي ص32، وص78.
نام کتاب : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين نویسنده : أحمد محرم الشيخ ناجي جلد : 1 صفحه : 20