نام کتاب : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين نویسنده : أحمد محرم الشيخ ناجي جلد : 1 صفحه : 17
فيها؟ وأي وجهة تلك التي سيوليها؟ أيولي وجهه شطر الرواية, وما أدراك ما المصنف فيها، وما الحديث عنها ومعها بالمنقضي أبدا؟ أم يولي وجهه شطر الدراية, وهي القوانين التي تنضبط بها الرواية, فهي منها بمنزلة قواعد المنطق تعصم الذهن من الخطأ في الفكر، أو بمنزلة مسائل أصول الفقه من الفقه تمثل القواعد التي يرجع إليها الناد والشارد، أو بمنزلة أصول القراءة وأحكام التلاوة من القرآن لا يكون قرآنا إلا بها, ولا تأتي قراءته إلا من خلالها.
وأنواع علوم الحديث كثيرة ومادتها غزيرة, قال السيوطي: "اعلم أن أنواع علوم الحديث كثيرة لا تعد، قال الحازمي[1] في كتاب "العجالة": علم الحديث يشتمل على أنواع كثيرة تبلغ مائة، كل نوع منها علم مستقل لو أنفق الطالب فيه عمره لما أدرك نهايته، وقد ذكر ابن الصلاح[2] منها, وتبعه المصنف[3] خمسة وستين، وقال: وليس ذلك بآخر الممكن في ذلك [1] الحازمي هو أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن حازم المولود سنة ثمان وأربعين وخمسمائة, والمتوفى سنة أربع وثمانين وخمسمائة, نبغ في فنون الحديث, وعرف بسعة الحفظ لمتونه, وسعة المعرفة برجاله وأسانيده. انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ ج4 ص1363, والبداية والنهاية ج12 ص332, وتهذيب الأسماء واللغات ج2 ص192. [2] هو تقي الدين أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري المتوفى سنة ثلاث وأربعين وستمائة. انظر ترجمته في طبقات الحفاظ ص499-500. [3] يقصد به شيخ الإسلام أبا زكريا يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة, إذ هو صاحب التقريب والتيسير الذي شرحه السيوطي.
نام کتاب : الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين نویسنده : أحمد محرم الشيخ ناجي جلد : 1 صفحه : 17