responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحديث والمحدثون نویسنده : أبو زهو، محمد محمد    جلد : 1  صفحه : 115
وجد هؤلاء الكائدون جوا صالحا، لبث سمومهم وإلقاء أكاذيبهم في طول البلاد وعرضها. كان الصحابة في الدور الأول، زمن الخلافة الراشدة لا يبرحون المدينة، إلا لحاجة ماسة، وكانوا مشغولين بالحروب، وكانت المدينة هي دار الحديث الوحيدة، وكان أبو بكر وعمر قد أخذا الناس بالحزم، وأمراهم بإقلال الرواية، حتى لا تفشو وتشيع فيتخذها الجهال، والمنافقون ذريعة للكذب وإلقاء بذور الشر والفساد، وقد نجحت تلك التجربة أيما نجاح، وكفى الله السنة شر الكذابين. ولما انقضى عهد الخلافة الراشدة، وانشق المسلمون بعضهم على بعض ظهر الكذابون، والمنافقون من أهل الملل الأخرى، الذين لم يتجاوز الإيمان حناجرهم، وقد قدمنا لك بعضا من أعمالهم وخرافاتهم. فلما أن شاعت رواية الحديث، كما رأيت بين أهل الأقطار الإسلامية، ظهر هؤلاء الدجالون من أرباب الفرق المختلفة، بوجوه في نهاية التبجح، والقحة فأخذوا يكذبون على الصحابة، ويدعون أنهم رووهم الحديث، وربما لم يكونوا قد رأوهم، ولا سمعوا منهم.
أخذ هؤلاء الكذابون يأتون بالعظائم، مما لم يأذن به الله ولا رسوله.
فهذا جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي، أبو عبد الله الكوفي الرافضي، المتوفى سنة 127هـ يقول: عندي خمسون ألف حديث ما حدثت منها بشيء. ويقول فيه سفيان: سمعت جابرا يحدث بنحو ثلاثين ألف حديث، ما أستحل أن أذكر منها شيئا، وإن كان لي كذا وكذا. وروى الحميدي عن سفيان قال: "سمعت رجلا سأل جابرا عن قوله عز وجل: {لَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} . فقال جابر: لم يجئ تأويل هذه الآية. قال سفيان: وكذب فقلنا: وما أراد بهذا قال: إن الرافضة تقول: إن عليا في السحاب، فلا نخرج مع من خرج من

نام کتاب : الحديث والمحدثون نویسنده : أبو زهو، محمد محمد    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست