responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحديث والمحدثون نویسنده : أبو زهو، محمد محمد    جلد : 1  صفحه : 113
هكذا تعاون العلماء في الأمصار المختلفة على حفظ السنة، رحل بعضهم إلى بعض، وتلقى بعضهم عن بعض، وجاهدو في سبيل الحديث، وجمعه جهادا عظيما، وضربوا المثل عاليا لمن بعدهم من أهل الحديث، فساروا على ضوء نبراسهم. وقد كان للرحلة أثر عظيم في عصور التدوين، حتى لقد عد من يكتب الحديث في بلده، ولا يرحل في طلبه ضالا طريق الرشاد، بعيدا عن محجة الهدى والسداد. فهذا يحيى بن معين يقول: أربعة لا تؤنس منهم رشدا، حارس الدرب، ومنادي القاضي وابن المحدث، ورجل يكتب في بلده، ولا يرحل في طلب الحديث، ولأمر ما يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب، قلت لطالب العلم يتخذ نعلين من حديد. التفت أيها القارئ -وتصور العصر الذي نحدثك عنه، وكيف كانت المواصلات فيه، لم تكن هناك طرق معبدة، ولا سيارات ولا طائرات بل كانت ركوبتهم الخيل، والجمال يقطعون بها الفيافي المخيفة ما بين حزون، وسهول وجبال، وتلال وأسود وذئاب، وكثيرا ما تلفحهم الصحارى بقيظها، وتقرسهم الفيافي بقرها، ويغشاهم الليل بظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج الواحد منهم يده لم يكد يراها. وكل هذه المخاطر كانت في نظرهم قليلة في جنب الله، هينة في سبيل جمعهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجزاهم الله عن المسلمين خير الجزاء.
أثر الرحلة في شيوع رواية الحديث، وتعدد طرقه:
تفرق علماء الصحابة في البلدان ينشرون الحديث، ويروون السنن ولتفاوتهم في حفظ الحديث قلة، وكثرة نشطت الرحلة ونزح العلماء من قطر إلى قطر في جمع الحديث. وتبع اتساع الفتوح تجدد الحوادث، والأقضية فأبرز العلماء من الصحابة ما عندهم من أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقضاياه وقضايا الخليفتين من بعده. فكان طبيعيا

نام کتاب : الحديث والمحدثون نویسنده : أبو زهو، محمد محمد    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست