نام کتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة نویسنده : الحويني، أبو إسحق جلد : 1 صفحه : 19
1- ((اقرَءوا القُرآنَ بِلُحونِ العَرَبِ وَأصواتِها، وإيَّاكُم وَلُحُونَ أهلِ الكِتابِ، وَأهلِ الفِسقِ، فإنَّهُ سَيجيءُ مِنْ بَعدِي قَومٌ يُرجِّعوُنَ بِالقرآنِ تَرجِيعَ الرَّهبانِيةِ، وَالنَّوْحِ وَالغِناءِ، لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُم، مَفتونَةٌ قُلوبُهُم، وَقُلُوبُ الذينَ يُعجِبُهُمْ شَأنُهُمْ)) . (1)
(1) 1- منكر.
أخرجه الطبراني في (الأوسط)) - كما في ((المجمع)) (7/ 169) - وابن عدي في (الكامل))
(2/ 510-511) ، والجوزقاني في ((الأباطيل)) (723) ، وابن الجوزي في ((الواهيات)) (1/ 118) من طريق بقية بن الوليد، عن الحصين بن مالك الفزاري، عن أبي محمد، عن حذيفة مرفوعاً.. فذكره. وعزاه التبريزي في ((المشكاة)) (1/ 676) للبيهقي في ((شعب الإيمان)) ، ولرزين في كتابه. وعزاه القرطبي في
((تفسيره)) (1/ 17) للحكيم في ((نوادر الأصول)) ووقع عنده: ((وأهل العشق)) بدل: ((الفسق)) .
قلت: وإسناده تالف، مسلسل بالعلل:
الأولى: تدليس بقية، فقد كان يدلس التسوية، فتحتاج منه أن يصرح لنا بالتحديث في كل طبقلت السند، وكنت ذهلت عن هذا قديماً، فكنت أجعل عنعنته كعنعنة الأعمش ونحوه ممن يدلسون تدليس الإسناد. وقال لي شيخنا حافظ الوقت ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى، وأمتع المسلمين بطول حياته: ((إنه يقع لي تدليس بقية هو من التدليس المعتاد)) أ. هـ. لكن ثبت أن بقية بن الوليد يدلس التسوية، فذكر ابن أبي حاتم في ((العلل)) (1957) من طريق إسحاق بن راهويه، عن بقية، قالَ: حدثني أبو وهب الأسدي، قالَ: حدثنا نافع، عن ابن عمر، قالَ: لا تحمدوا إسلام امرئ، حتى تعرفوا عقدة رأيه. وقال أَبي: هذا الحديث لهُ علة، قل من يفهمها.!! روى هذا الحديث عبيد الله ابن عمرو، عن إسحاق بن أبي فروة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليهِ وعلى آله وسلم. وعبيد الله بن عمرو، وكنيته أبو وهب، وهوَ أسدي. فكأن بقية بن الوليد كنى عبيد الله بن عمرو، ونسبه إلى بني أسد لكيلا يتفطن بهِ، حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط لا يهتدى لهُ 0!! وكانَ بقية من أفعل الناس لهذا، وأما ما قالَ إسحاق في روايته عن بقية، عن أبي وهب: ((حدثنا نافع)) فهوَ وهوَ ... إلخ) .
قلت: فقول أبي حاتم: (( ... حتى ترك إسحاق من الوسط لا يهتدي إليه)) هذه هي صورة تدليس التسوية، ثم وصفه بأنه كان: ((من أفعل الناس [ويرى ابن حبان في ((المجروحين)) أن بقية ابتُليَ بتلاميذ سوء كانوا يسوون حديثه، وهذا لا يمنع أنه كان يفعله] . وهذا يعني أنه صار معروفاً به ولا يغنى في دفع هذا التدليس ما قاله ابن عدي: سمعت الحسين [يعني ابن عبد الله العطار] يقول: سمعت محمد بن عوف [وقع في
((الكامل)) : ((عون)) وهو خطأ. والنسخة المطبوعة من الكامل سيئة للغاية، لكثرة التصحيف فيها. فالله المستعان] يقول: روى هذا الحديث شعبة، عن بقية)) أ. هـ. فيفهم من سوق ابن عدي لهذه المقالة أن شعبة كان يشدد النكير على المدلسين، ويتحرى منهم السماع، فهذا يرجح أنه لم يأخذ من بقية إلا ما علم= =أنه سمعه. والجواب عن ذلك أن يقال: إننا لا ندري من شيخ بقية الواقع في طريق شعبة، فلعل بقية دلس اسم شيخه، وصرح عنه بالتحديث، فقنع شعبة منه بذلك. هذا أولاً.
ثانيا: يحتمل أن شعبة لم يكن يعلم بتدليس أصلاً، ويؤيده أنهم لم ينقلوا عن شعبة أنه أنكر على بقية تدليسه، ولو علم لما ترك النكير أبداً.
ثالثاً: قد صح عن شعبة أنه قال: ((كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وقتادة، وأبي إسحاق السبيعي)) رواه البيهقي في ((المعرفة)) . وليس بقية من أولئك [ثم رأيت الحافظ في ((التلخيص)) (2/ 40) اتهم بقية بتدليس التسوية، وأقره الشيخ الألباني كما في الإرواء (3/ 89) والله أعلم.
العلة الثانية: شيخ بقية ((حصين بن مالك)) . قال الجوزقاني: ((مجهول)) وقال الذهبي: ((ليس بمعتمد)) .
العلة الثالثة: الراوي عن حذيفة، وهو: ((أبو محمد)) مجهول أيضاً كما قال وابن الحوزي، وكذا الهيثمي لكنه قال في ((المجمع)) (7/ 169) : ((فيه راو لم يسم)) ووقع في ((الميزان)) : (( ... حصين بن مالك، عن رجل، عن حذيفة)) فلعل الذهبي أخذ الإسناد من ((المعجم الأوسط)) للطبراني. والله أعلم 0
وقال الجوزقاني: ((هذا حديث باطل وأبو محمد شيخ مجهول، وحصين أيضاً مجهول، وبقية بن الوليد ضعيف.
قلت: أما أن بقية ضعيف، فلا، إنما ضعفه من روايته، لا من نفسه. والله أعلم. وقال ابن الجوزي:
((هذا حديث لا يصح، وأبو محمد مجهول، وبقية يروي الضعفاء ويدلسهم.)) أ. هـ. وقال الذهبي:
((الخبر منكر)) .
أما القراءة بالألحان، فقد اختلف فيها العلماء. والأكثرون على المنع، فقد حكى ابن أبي حاتم عن أبيه أن السماع يكره ممن يقرأ بالألحان، ونص مالك في المدونة على أن القراءة في الصلاة بالألحان الموضوعة والترجيع ترد به الشهادة، حكاه السخاوي في ((فتح المغيث)) (1/ 281) . وقال الحافظ في ((الفتح)) (9/ 72) :
((وحكى عبد الوهاب المالكي عن مالك تحريم القراءة بالألحان، وحكاه أبو الطيب الطبري، والماوردي. وابن حمدان الحنبلي، وجماعة من أهل العلم، وحكى ابن بطال وعياض والقرطبي من المالكية، والماوردي، والبندنيجي والغزالي من الشافعية، وصاحب ((الذخيرة)) من الحنفية الكراهة. واختاره أبو بعلي وابن عقيل من الحنابلة، وحكى ابن بطال عن جماعة من الصحابة والتابعين والجواز ... ومحل هذا الخلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه، فلو تغير، قال النووي في ((التبيان)) : أجمعوا على تحريمه)) أ. هـ. وقال السخاوي في ((فتح المغيث)) (1/ 281) : ((والحق في هذه المسألة أنه إن خرج بالتلحين لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه، أو إخراج حركات منه، أو قصر ممدود، أو مد مقصور، أو تمطيط يخفى به اللفظ، ويلتبس به المعنى، فالقارئ فاسق، والمستمع آثم وان لم يخرجه اللحن عن لفظه، وقراءته على ترتيله فلا كراهة لأنه بألحانه في تحسينه)) أ. هـ. ... =
=قلت: وقد تبغ بعض أهل الأهواء من قرأة زماننا، فزعموا أن المراد بالألحان هو أن يقرأ القرآن مع لحن الموسيقى!! ، وصار يطالب بحق الأداء العلني فيه أسوة بالمغنين والمغنيات، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا الذي ذهب إليه هذا القارئ لم يقل به أحداً أصلا. بل اللحن المقصود هو تحسين الصوت بالقرآن وتحزينه، لا ما تعارف عليه الناس في هذه الأزمنة المتأخرة من أن التلحين إنما يكون بالموسيقى!! وإذا كان العلماء يحرمون، أو يكرهون أن يمطط القارئ في قراءته، وأن يزيد في تحسين صوته عن طريق الإغراق في التلحين الذي هو من كسب حنجرته، ويرد به مالك الشهادة، بل يُفسق كما وقع كلام السخاوي، فكيف إذا سمعوا ذلكَ الذي يطالب بقراءة القرآن على لحن الموسيقى؟! ولا شك أنهم إما أن يُكفروه، لأن الاستحلال ظاهر من قولُهُ ودعوته فإن لم يكن، فأحسن أحواله أن يكون فاسقاً. وقدْ صح عن النبي صلى الله عليهِ وآله وسلم: أنه قالَ: ((بادروا بالأعمال خصالاً ستا..)) فذكر منها: ((ونشوا يتخذون القرآن مزامير، يقدمون الرجل ليس بأفقههم، ولا أعلمهم، ما يقدمونه إلا ليغنيهم)) . أخرجه أحمد (3/ 494) ، والطبراني في الأوسط (ج1/ رقم 689) وغيرهما، وانظر ((الصحيحة)) (979) لشيخنا الألباني حفظه الله تعالى.
نام کتاب : النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة نویسنده : الحويني، أبو إسحق جلد : 1 صفحه : 19