«وحكى عياض خلافاً، وأن بعضهم قال: هي مجاز عن سمة الحدوث عليه، وهو مذهب ضعيف».
ثم لم يكتفي ذاك (الفهيم) بترجيحه لذلك التأويل الباطل؛ بل إنه يجزم به بعد عدة صفحات؛ فيقول (ص 118):
«اختلاف ما روي من الأحاديث في مكان ظهور الدجال ... يشير إلى أن المقصود بالدجال الرمز إلى الشر واستعلائه ... )!
وهذا هو الذي جزم به في تصديره للكتاب؛ فقال: (ص 9)
«ثم سرنا مع القائلين بأن ظهور المهدي ونزول عيسى عليه السلام هما رمزان لانتصار الخير على الشر، وأن الدجال رمز لاستشراء الفتنة واستيلاء الضلال فترة من الزمان ... »!
قلت: وهذا (الفهيم) هو رئيس بعثة الأزهر الشريف بـ (لبنان)؛ كما طبع ذلك تحت اسمه على طُرَّة الكتاب.
ولقد أساء جداً في تعليقه على الكتاب المذكور إلى مؤلفه من جهة؛ وإلى الحديث النبوي من جهة أخرى؛ مما يدل على جهله البالغ به! فإنه قطع بتضعيف أحاديث صحيحة؛ لعدم اتساع قلبه لها! ولم يسبقه إلى ذلك أحد من أهل العلم -كحديث الجساسة؛ انظر (ص 6و69و101)، وقد رواه مسلم، وحديث المهدي (ص37) - غير مبال بتصحيح المؤلف ابن كثير لبعضها (ص42 و43)؛ بل جزم بوضع حديث آخر رواه مسلم في «صحيحه» (ص58 - 59)!