وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا: يا رسول الله إنا أهل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك. وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال: يا رسول الله إن ما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك فلو أنا ملحنا ابن أبي شمر أو النعمان بن المنذر ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك رجونا عائدتهما وعطفهما وأنت خير المكفولين. ثم أنشد:
فإنك المرء نرجوه وندخر
امنن علينا رسول الله في كرم
ممزق شملها في دهرها غير
امنن على بيضة قد عاقها قدر
على قلوبهم الغماء والغمر
أبقت لنا الدهر هتافا على حزن
ياأرجح الناس حلما حين يختبر
إن لم تداركها نعماء تنشرها
إذ فوك يملؤه من محضها درر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها
وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها
واستبق منا فإنا معشر زهر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته
وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
إنا لنشكر للنعمى وإن كفرت
[20]