نام کتاب : سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها نویسنده : الألباني، ناصر الدين جلد : 3 صفحه : 104
اطلاع الأولياء على
الغيب، والكل مخطئ. فالقصة صحيحة ثابتة وهي كرامة أكرم الله بها عمر، حيث
أنقذ به جيش المسلمين من الأسر أو الفتك به ولكن ليس فيها ما زعمه المتصوفة من
الاطلاع على الغيب، وإنما هو من باب الإلهام (في عرف الشرع) أو (التخاطر)
في عرف العصر الحاضر الذي ليس معصوما، فقد يصيب كما في هذه الحادثة وقد يخطئ
كما هو الغالب على البشر، ولذلك كان لابد لكل ولي من التقيد بالشرع في كل ما
يصدر منه من قول أو فعل خشية الوقوع في المخالفة، فيخرج بذلك عن الولاية التي
وصفها الله تعالى بوصف جامع شامل فقال: * (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم
ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون) *. ولقد أحسن من قال:
إذا رأيت شخصا قد يطير وفوق ماء البحر قد يسير
ولم يقف على حدود الشرع فإنه مستدرج وبدعي
1111 - " أشبه ما رأيت بجبرائيل دحية الكلبي ".
أخرجه ابن سعد (4 / 250) عن ابن شهاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: فذكره.
قلت: وإسناده صحيح إلا أنه مرسل، ابن شهاب وهو الزهري تابعي صغير. ولكن
له شاهد من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري مرفوعا بلفظ: " عرض علي الأنبياء
... ". الحديث وفي آخره. " ورأيت جبريل، فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية "
. أخرجه مسلم (1 / 106) وأحمد (3 / 334) وابن عساكر (17 / 155 / 1) من
طريق الليث عن أبي الزبير عنه. وأخرج ابن سعد أيضا عن ابن عمر قال: " كان
جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي ". وإسناده صحيح
على شرط مسلم، وبه أخرجه أحمد (2 / 107) عقب حديث ابن عمر الآخر في مجيء
جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وسؤاله إياه عن الإسلام والإيمان
والإحسان.
نام کتاب : سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها نویسنده : الألباني، ناصر الدين جلد : 3 صفحه : 104