نام کتاب : دفاع عن الحديث النبوي نویسنده : الألباني، ناصر الدين جلد : 1 صفحه : 103
ذلك لأنها إذا رأت الصياد أدخلت رأسها في الرمل لكي لا يراها الصياد لحماقتها وهكذا مع الدكتور فإنه بإيثاره أن لا يسوق تلك الأحاديث توهم أن ينجو من النقد والكشف عن الخطأ وما هو بناج فالأحاديث المشار إليها معروفة الضعف والنكارة سواء ساقها أم لم يسقها
ولو أنه أراد النجاة حقا لاستغنى عن هذه الحاشية ولما سود بها كتابه ولم يفتح باب الانتقاد عليه ولكن يأبى الله تعالى إلا أن يتم نوره ويظهر للناس الحقيقة الجلية وما ينبغي الاضطلاع بهذا العلم الشريف حتى لا يغتروا بالمؤلف وبكتابه مرة أخرى فيضلوا عن سواء السبيل. ويبدو أن الذي اضطره إلى هذا القول إنما هو شعوره بجهله وعجزه عن إثبات ما زعمه من القوة فلم يسعه إلا الدعوى التي لا يعجز عنها أي جاهل ولم يكتف بها حتى لجأ إلى تبريرها بما يضحك الثكلى وليس هذا فقط بل إنه أعرض عن أقوال الأئمة الصريحة في تضعيف جميع طرق الأحاديث المشار إليها وفيهم جماعة من كبار أئمة الشافعية الذين يتعصب لهم الدكتور عادة كالإمام النووي والحافظ ابن حجر العسقلاني فضلا عن غيرهم من الحفاظ المحققين كما سأبينه بإذن الله تعالى مفصلا ما في قوله هذا من الجهل والتجاهل والافتراء والتقليد الأعمى واتباع الهوى
لقد قلد في دعواه ارتفاع حديث فضل زيارة قبره A إلى درجة القوة بعض الفقهاء المتقدمين المقلدين الذين لا علم عندهم بهذا العلم الشريف مثل الأخنائي والسبكي وغيرهم من المتأخرين وهو يعلم أن الذين ردوا عليهم من أهل المعرفة بهذا العلم قد بينوا بطلان الدعوى المذكورة بما لا يدع شبهة فهذا هو الأخنائي يقول: (ورد في زيارة قبره أحاديث صحيحة وغيرها مما لم يبلغ درجة الصحيح لكنها يجوز الاستدلال بها على الأحكام الشرعية ويحصل بها الترجيح)
فرد ذلك عليه شيخ الإسلام ابن تيمية بوجوه يهمنا منها بعضها فقال C (ص 87) وكأنه يرد على البوطي لتشابه ما بينه وبين الأخنائي
[103]
نام کتاب : دفاع عن الحديث النبوي نویسنده : الألباني، ناصر الدين جلد : 1 صفحه : 103