responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد نویسنده : الألباني، ناصر الدين    جلد : 1  صفحه : 65
يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما إدخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وإن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته A فلا يجوز لمسلم بعد أن عرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما فهم الصحابة والأئمة منها كما سبق بيانه وهو مخالف أيضا لصنيع عمر وعثمان حين وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه ولئن كان مضطرا إلى توسيع المسجد فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو Bهـ بتوسيع المسجد من الجهات الأخرى ولم يتعرض للحجرة بل قال " إنه لا سبيل إليها " [70] فأشار Bهـ إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد
ومع هذه المخالفة الصريحة للأحاديث المتقدمة وسنة الخلفاء الراشدين فإن المخالفين لما أدخلوا القبر النبوي في المسجد الشريف احتاطوا للأمر شيئا ما فحاولوا تقليل المخالفة ما أمكنهم قال النووي في " شرح مسلم " (5 / 14) :
ولما احتاجت الصحابة [71] والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله A حين كثر المسلمون وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه ومنها حجرة عائشة Bها مدفن رسول الله A وصاحبيه أبي بكر وعمر Bهما بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد [72] فيصلي إليه العوام ويؤدي إلى المحذور ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا حتى يتمكن أحد من استقبال القبر
ونقل الحافظ ابن رجب في " الفتح " نحوه عن القرطبي كما في " الكوكب " (65 / 91 / 1) وذكر ابن تيمية في " الجواب الباهر " (ق 9 / 2) :
أن الحجرة لما أدخلت إلى المسجد سد بابها وبني عليها حائط آخر صيانة له A أن يتخذ بيته عيدا وقبره وثنا

[70] - انظر " طبقات ابن سعد " (4 / 21) و " تاريخ دمشق " لا بن عساكر (8 / 478 / 2) وقال السيوطي في " الجامع الكبير " (3 / 272 / 2) : وسنده صحيح إلا أن سالما أبا النضر لم يدرك عمر و " وفاء الوفاء " للسمهودي (1 / 343) و " المشاهدات المعصومية عند قبر خير البرية " للعلامة محمد سلطان العصومي C تعالى (ص 43) وهو مؤلف رسالة هداية السلطان 'إلى بلاد اليابان " التي ادعى أحد الدكاترة أنها ليست له وإنما لبعض إخواننا مع أنني تناولتها منه هدية مطبوعة حين زرته في مكة في حجتي الأولى سنة 1368 هـ
[71] - عزو هذا إلى الصحابة لا يثبت كما تقدم (ص 5859) فتنبه
[72] - في هذا دليل واضح على أن ظهور القبر في المسجد ولو من وراء النوافذ والحديد والأبواب لا يزيل المحذور كما هو الواقع في قبر يحيى عليه السلام في مسجد بني أمية في دمشق وحلب ولهذا نص أحمد على أن الصلاة لا تجوز في المسجد الذي قبلته إلى قبر حتى يكون بين حائط المسجد وبين المقبرة حائل آخر كما سيأتي فكيف إذا كان القبر في قبلة المسجد من الداخل ودون جدار حائل؟ ومن ذلك تعلم أن قول بعضهم:
نام کتاب : تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد نویسنده : الألباني، ناصر الدين    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست