responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 4  صفحه : 148
بمكروه فِي الْأَمر انتفخت الرئة للجبن الَّذِي حل بهَا فَضَاقَ الصَّدْر حَتَّى زحزح الْقلب عَن مَكَانَهُ فَإِذا ضَاقَ على الْقلب مَكَانَهُ ضَاقَ مَوضِع التَّدْبِير وَهُوَ الصَّدْر لِأَن عَيْني الْفُؤَاد مفتوحتان فِي الصَّدْر وَعند الْعَينَيْنِ تَدْبِير الْأُمُور ثمَّ يصدر إِلَى الْجَوَارِح وَلذَلِك سمي صَدرا لِأَن الْأُمُور تصدر من هُنَاكَ
وَإِنَّمَا سمي شكا لِأَن ذَلِك النَّائِب من الْأَمر يشك سَعَة الصَّدْر كَمَا يشك الثَّوْب الْمَبْسُوط فَيجمع بعضه إِلَى بعض ويشك بشوكة أَو بإبرة أَو يخيط فَيُقَال شكّ الثَّوْب وَهُوَ مَشْكُوك فَإِذا انتفخت الرئة بِمَا خطر على بَال الْقلب من الخواطر وضاق على الْقلب مَكَانَهُ ترحل الْقلب عَن مستقره وتذبذب وَكَانَ كالدلو الْمُعَلق أَو الْقنْدِيل الْمُعَلق فَإِذا تحرّك الْقنْدِيل اضْطربَ الْإِشْرَاق فَصَارَ بعضه ظلا وَبَعضه إشراقا فَفِي الظل الضَّلَالَة وَفِي الْإِشْرَاق الْهدى فَكلما تراكمت الأظلة انقبض الصَّدْر فَصَارَ مشكوكا كَالثَّوْبِ الَّذِي شكّ وَقبض بعضه إِلَى بعض فَصَارَ متراكما بعضه على بعض وَصَارَت لَهُ زَوَايَا كَذَلِك الصَّدْر إِذا انقبض حدثت لَهُ فِي زواياه أظلة فَمِنْهَا يضل عَن الله ويفتقد الْهدى وَأما الشّرك فَهُوَ مَأْخُوذ من الشّرك والشرك حَبل فِيهِ معاليق يعلق بهَا أرجل الطير أَو أعناقها أَو أَجْنِحَتهَا حَتَّى تُؤْخَذ صيدا فَكَذَلِك الْأَسْبَاب الَّتِي وضعت فِيهَا حاجات الْآدَمِيّ فَتلك الْأَسْبَاب تَأْخُذ بِقَلْبِه لِأَن شَهْوَة تِلْكَ الْأَشْيَاء فِي نَفسه فَإِذا اشتهاها لَهُ أحبها فَإِذا وصل حبها إِلَى قلبه ثمَّ رأى الْقلب تِلْكَ الْأَشْيَاء من تِلْكَ أحب تِلْكَ الْأَسْبَاب من أجل تِلْكَ الْأَشْيَاء وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {زين للنَّاس حب الشَّهَوَات} ثمَّ عدد الشَّهَوَات فَقَالَ {من النِّسَاء والبنين} الْآيَة
فالشك ضيق الصَّدْر والشرك تعلق الْقلب بالشَّيْء وَإِنَّمَا يُوسع الْقلب

نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 4  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست