responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 4  صفحه : 104
الْخدمَة قَالَ الله تَعَالَى {وَعلم آدم الْأَسْمَاء كلهَا} الْآيَة
فَلَمَّا نَالَ الْعلم بِاللَّه وَالْعلم بتدبير الله يسرت عَلَيْهِ الْخدمَة لِأَن هذَيْن النَّوْعَيْنِ يهديانه للْخدمَة قَالَ لَهُ قَائِل مَا الْخدمَة وَمَا علمهَا قَالَ
أما الْخدمَة فالقنوت بقلبك بَين يَدَيْهِ ماثلا منتصبا كالمتشمر فِي قراطق الْخدمَة مخفا مبادرا مسارعا مركبك فِي جَمِيع أمورك وَأما علم الْخدمَة فَعلم البساطين قَالَ لَهُ قَائِل وَمَا البساطان قَالَ بِسَاط الْقُدْرَة وبساط العبودة فَإِذا طالعت بِسَاط الْقُدْرَة بعقل وافر ثمَّ طالعت بِسَاط العبودة بكياسة وحذق حَتَّى أدْركْت تَدْبيره فِي العبودة وباطن أمره وَنَهْيه وَعلل التَّحْلِيل وَالتَّحْرِيم لماذا أحل ولماذا حرم فبعلم بِسَاط الْقُدْرَة تملك نَفسك وبعلم بِسَاط العبودة تملك جوارحك وخواطر قَلْبك فَلم يقتض الله الْعباد شَيْئا لم يعطهم فالأشياء كلهَا من عِنْد الله كَانَ الله وَلَا شَيْء مَعَه فَبسط بِسَاط الربوبية من بَاب الْقُدْرَة وَبسط بِسَاط العبودة من بَاب العظمة ثمَّ كَانَ آخر خلقه الْإِنْسَان ابْتَدَأَ خلقه من التُّرَاب وَجمع ترابه بِالْمَاءِ فعجنه ثمَّ صوره وَركب جسده وَجعله أجوف ثمَّ وضع فِيهِ الرّوح وَالنَّفس والحياة وَالْقُوَّة وَالْعلم والمعرفة والذهن والفهم والفطنة وَالْحِفْظ وَالْعقل والكياسة وَالصَّبْر والشهوة وَالرَّحْمَة والرأفة واللطف وَالْحب والفرح وَالْغَضَب والسخط ثمَّ اقْتَضَاهُ اسْتِعْمَال ذَلِك كُله وإبرازه من بَاطِنه إِلَى ظَاهر جوارحه فَيكون اعمالا عَلَيْهَا يُثَاب ويعاقب وَفتح لعَيْنِي قلبه طَرِيقا إِلَى الْمظهر للمعاملة لتفيض مِنْهُ أرزاقه وعطاياه وَمَا يدر عَلَيْهِ من رَحمته وَمن ربوبيته وَخلق الْعَدو وَأَعْطَاهُ السَّبِيل إِلَى أجوافنا فَيجْرِي فِي عروقنا ومسكنه فِي صدورنا وَجعل جنده وَعظم قوته فِي الْهوى والهوى مثير الشَّهَوَات ودواعي الْآدَمِيّ إِلَى مكابد الْعَدو وغروره فَمن لم يُعْطه روحا

نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 4  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست