responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 4  صفحه : 100
جَارِيَة قد عَشِقَهَا فَإِذا انتبه وجد نَفسه عَمَّا وثب إِلَيْهِ خَالِيا وَفِي فرَاشه بائلا كَذَلِك الْفَرح بالدنيا إِذا قبض روحه يجد نَفسه خَالِيا من أفراح النَّفس ودنياها يقدم على ربه جنبا قد بَال فِي دينه وعبوديته وراث فِيهَا كروث الْحمار الَّذِي قد حمل عَن الله أسفارا على ظَهره من قبل أَن يتَطَهَّر بِمَاء النَّدَم والكيس نظر إِلَى هَذَا الْحَال فاقشعر مِنْهَا وَرجع إِلَى نَفسه فَوَجَدَهَا كَرِيمَة حرَّة تنقاد وتسلس بِلَا كزازة فَقَامَ على السَّاق متشمرا فِي تصفية قلبه وتطهيره ليرق ويجلى فَإِن الْمرْآة إِذا جليت فقابلها نور الشَّمْس تولد من بَينهمَا إشراق يضيء الْبَيْت مِنْهُ فَكَذَلِك الْقلب إِذا جلى ثمَّ يُلَاحظ نور الملكوت أَضَاء الصَّدْر وامتلأ من شعاعه فَأَبْصَرت عينا الْفُؤَاد بَاطِن أُمُور الله فِي خلقه فَذَاك قلب قد اسْتكْمل الزِّينَة والبهاء بِمَا سبق من الطَّهَارَة والصفاء فَصَارَ قلبه مَوضِع نظر الله من بَين خلقه فَكلما نظر إِلَى قلبه زَاده بِهِ فَرحا وَله حبا وَمِنْه قربا واكتنفه بِالرَّحْمَةِ
عَن سهل بن سعد رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن لله تَعَالَى فِي الأَرْض أواني أَلا وَهِي الْقُلُوب فأحبها إِلَى الله أرقها وأصفاها وأصلبها أرقها للإخوان وأصفاها من الذُّنُوب وأصلبها فِي ذَات الله فَمن كَانَ لَهُ قلب صَالح تَحَنن الله عَلَيْهِ وَإِنَّمَا يصلح إِذا سكنت النَّفس بشهواتها والهوى بجُنُوده وَاطْمَأَنَّ الْقلب أَمِيرا على الْجَوَارِح نَافِذا سُلْطَانه فَعندهَا يحظى العَبْد من الله الحنان فَإِذا تَحَنن عَلَيْهِ وجد الْقلب ريح الرأفة فَيَزْدَاد طمأنينة إِلَى ربه واهتاجت آماله فَيَأْخُذ فِي السّير إِلَيْهِ فَعنده تظهر الْكُنُوز وَإِذا اسْتغنى الْقلب بالكنوز وصل العَبْد إِلَى زِينَة الْأَعْمَال وإنفاق الْكُنُوز لمحاسن الْأَخْلَاق ومحمود الفعال فَعِنْدَ ذَلِك ينظر الله إِلَى قلبه وَإِلَى أَعماله

نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 4  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست