responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 3  صفحه : 38
الْجَبَّار الْأَعْلَى الَّذِي لَهُ الْجَبْر وَقد صغرت الدُّنْيَا بِمن فِيهَا والملكوت فِي ملك جبروته ودق
وَقَوله (سَهَا وَلها) سَهْوه بالأماني ولهوه بالشهوات وَنسي المبدأ من أَيْن خلق وَنسي الْمُنْتَهى إِلَى أَيْن يرد
وَقَوله (بغى وعتا) أَي طلب الْعُلُوّ كلما رأى من الدُّنْيَا دَرَجَة أحب أَن ينَال ذَلِك ويسلب غَيره ليتفرد بهَا دون نظرائه (وعتا) يبس قلبه فَإِن حرارة شَهْوَته انتشفت رُطُوبَة قلبه وَمَا ركب فِيهِ من الرأفة وَالرَّحْمَة الخلقية وَنسي أَن الْقَبْر متضمنه ومحتوى على أَرْكَانه ومبلي لَحْمه وَدَمه أكلا
وَقَوله (يحتال الدُّنْيَا بِالدّينِ) فَهُوَ متصنع مداهن همته فِيمَا يعرض لَهُ فِي العاجل من النهمة مَتى ينالها لبعد قلبه عَن الْآخِرَة مترصد للتوثب على الدُّنْيَا لينالها وليظفر بهَا منتهزا لفرصتها يتحلى بِظَاهِر الْإِيمَان ليطارد بِهِ الدُّنْيَا وصير معالم الْإِيمَان شبكة لحطامها وأوساخها يظْهر الْخُشُوع بالتماوت ليحظى عِنْد أهل الدُّنْيَا فينال من عزها وجاهها ويتحازن عِنْد لِقَاء الْخلق ويتنفس الصعداء يظْهر الاهتمام لدينِهِ والتحسر على إدبار أمره وأسفه على مَا يفوتهُ من الدُّنْيَا وَيمْتَنع من قبُول النزر الْيَسِير من الدُّنْيَا ليَكُون فِي هَيْئَة الزاهدين وَلِئَلَّا ينكسر جاهه عِنْد الْخلق وَيصير عِنْدهم فِي صُورَة الراغبين وَمَعَ ذَلِك قد هيأ على كل بَاب من منالات الدُّنْيَا بَابا من أَبْوَاب الدّين ليختله من أَيْديهم يظْهر الزهادة ليمال عَلَيْهِم الدُّنْيَا وَيظْهر الْعِبَادَة لتكفي مؤنه وَيظْهر الْوَرع ليؤتمن على الْأَمْوَال وَيظْهر الانقباض ليهاب وَيظْهر الشره على أهل الريب ليشار إِلَيْهِ بالأصابع وَيطْلب الرياسة ليحكم فِي الْخلق فِي مُعَامَلَته تحكم الْمُلُوك وَيطْلب الْعِزّ لنفاذ مشيآته فيهم
قَوْله (يخْتل الدُّنْيَا بِالشُّبُهَاتِ) فَهُوَ رجل فر من الْحَرَام ويغمص عِنْد الشُّبْهَة يُخَادع الله تَعَالَى بذلك وَيَقُول أفر من الْحَرَام

نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 3  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست