responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 3  صفحه : 145
وَتعذر عَلَيْهِم وجوده أَمرهم أَن يَتَطَهَّرُوا من أحداثهم بالصعيد الطّيب وَهُوَ التُّرَاب الَّذِي يصعدونها ويمشون عَلَيْهَا فَجعل مَا تَحت أَقْدَامهم طهُورا لَهُم إِذا لم يَجدوا مَا فَوق رؤوسهم من المَاء وَهُوَ مَاء الْحَيَاة الراكد تَحت الْعَرْش الَّذِي خلقه الله حَيَاة لكل شَيْء قَالَ تَعَالَى وَجَعَلنَا من المَاء كل شَيْء حَيّ
فَمِنْهُ حَيَاة الْقُلُوب والأرواح وَمِنْه يحيون فِي قُبُورهم يَوْم النشور وَإِذا دخلُوا الْجنَّة يغتسلون بِهِ حَتَّى يكون ذَلِك لَهُم طهُورا من الذُّنُوب والأدران وَمن شرب مِنْهُ زايلهم كل أَذَى فِي أَجْوَافهم وصفت ألوانهم وَجَرت النضرة فِي أَجْسَادهم ووجوههم وأمنوا الْمَوْت لقُوَّة الْحَيَاة الَّتِي فِي ذَلِك المَاء وَقد جعل الله تَعَالَى أرزاق الْخلق من ذَلِك المَاء يقدر فِي لَيْلَة الْقدر وَهِي لَيْلَة يحكم أرزاق المرتزقة من خلقه فِي تِلْكَ اللَّيْلَة إِلَى مثلهَا من قَابل فَإِذا نفذ ذَلِك الْبَحْر نفخ فِي الصُّور وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَفِي السَّمَاء رزقكم وَمَا توعدون}
وَأنزل الله تَعَالَى هَذَا المَاء وَسَماهُ طهُورا فَإِن الشَّيْطَان بِنَجَاسَتِهِ ورجاسته قد وجد السَّبِيل إِلَى الولوج فِي جَوف ابْن آدم وبدء ذَلِك كَانَ حِين أكل آدم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الشَّجَرَة الَّتِي أَشَارَ الْعَدو إِلَيْهِ بِأَكْلِهِ فَجعل الْعَدو السَّبِيل إِلَى الْمعدة فَجعل لَهُ هُنَاكَ موطنا فَلذَلِك نَتن مَا فِي جَوْفه حِين أخرج من الْجنَّة لرجاسة الْعَدو ونجاسته ثمَّ ورث ذَلِك وَلَده فَأمر آدم وَولده بِالْوضُوءِ لذَلِك وأعلمهم أَن هَذَا المَاء طهُور لَهُم يطهرهم من الْآفَات الظَّاهِرَة والباطنة فالظاهرة مَا يخرج من الْآدَمِيّ من الْبَوْل وَالْغَائِط فَإِنَّهُ بلغ من عداوته أَن جعل فِي ذَلِك الموطن الَّذِي صير لَهُ مِنْك معدنا وَهُوَ مجمع الطَّعَام فَإِذا انطبخ صَار رَوْثًا ودما وَالدَّم غذاؤه وَمَوْضِع الروث مِنْك مَجْلِسه

نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 3  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست