responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 1  صفحه : 145
أحاطت بِقَلْبِه فَلم تتركه على سَبِيل أهل الْوَفَاء حَتَّى يكون لَهُ عبدا بِجَمِيعِ جوارحه فِي جَمِيع منقلبه كَمَا عرفه رَبًّا فَيكون وَاقِفًا عِنْد أمره وَنَهْيه مراقبا لحدوده فَهَذِهِ هِدَايَة الْعَامَّة وَلَا ينَال بِهَذَا تِلْكَ الصّفة الَّتِي ذكرت فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْفرْقَان لِأَن النَّفس بِمَا فِيهَا من الْهوى غلبت على الْقلب وَلَا تتركه على الاسْتقَامَة حَتَّى تميل بِهِ يَمِينا وَشمَالًا
وَهدى على الْقلب وَهُوَ هدى الْولَايَة والعصمة وَهِي أَن يقذف الله فِي قلب العَبْد نورا وَهُوَ الْيَقِين حَتَّى يهتك حجب الشَّهَوَات الَّتِي تراكمت فِي صَدره فَتَصِير الْآخِرَة لَهُ كالمعاينة وَهُوَ المُرَاد بقوله تَعَالَى {الَّذين آمنُوا وَلم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم أُولَئِكَ لَهُم الْأَمْن وهم مهتدون} كَمَا قَالَ حَارِثَة رَضِي الله عَنهُ كَأَنِّي أنظر إِلَى عرش رَبِّي بارزا وَإِلَى أهل الْجنَّة كَيفَ يتزاورون وَإِلَى أهل النَّار كَيفَ يتعاوون فِيهَا وعزفت نَفسِي عَن الدُّنْيَا واستوى عِنْدِي حجرها ومدرها وذهبها وفضتها فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عرفت فَالْزَمْ عبد نور الله الْإِيمَان فِي قلبه فَهَذَا نور على نور وَذَهَبت ظلمات الشَّهَوَات من الصَّدْر وَهِي الَّتِي كَانَت تحجبه عَن الله تَعَالَى ووعده ووعيده وتزين لَهُ فِي صَدره شهوات الدُّنْيَا وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَالَّذين جاهدوا فِينَا لنهدينهم سبلنا وَإِن الله لمع الْمُحْسِنِينَ}
هدى التَّوْحِيد شَرط المجاهدة وَهِي مُتَقَدّمَة عَلَيْهَا وَهدى الْولَايَة حكم المجاهدة فَهِيَ مُتَأَخِّرَة عَنْهَا وَهَذَا الْهدى نور يقذفه الله تَعَالَى فِي الْقلب بعد المجاهدة يسْتَقرّ فِيهِ وَهُوَ الْيَقِين فَإِنَّمَا سمي يَقِينا لِأَنَّهُ اسْتَقر فيمتلىء قلبه نورا ويشرق صَدره بِهِ فيتصور لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وشأن

نام کتاب : نوادر الأصول في أحاديث الرسول نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست