الفرع الثاني: في بناء البيت، وهدمه وعمارته
6907 - (خ م ط ت س) عائشة - رضي الله عنها -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لها: «ألم تَرَيْ أنَّ قومَكِ حين بَنَوْا الكَعبةَ، اقْتصروا عن قواعد إبراهيم، فقلت: يا رسول الله، ألا تَرُدَّها على قواعِدِ إبراهيم؟ فقال رسول الله: لولا حدْثانُ قومِكِ بالكُفرِ لفعلتُ، فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشةُ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ما أرى أن رسولَ الله تركَ استلامَ الرُّكْنَين اللَّذَيْن يَلِيانِ الحِجْر إلا أنَّ البيتَ لم يُتمَّمْ على قواعِدِ إبراهيم» وفي رواية قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «لولا أن قومَكِ حَدِيثُو عهد بجاهلية - أو قال: بكفر - لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلت بابها بالأرض، ولأدخلت فيها من الحجر، وفي أخرى قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لولا حَداثة عهدِ قومِك بالكفر لنقضتُ الكعبةَ، ثم لَبَنَيْتُها على أساس إبراهيم، فإنَّ قريشاً استقْصرت بناءه، وجَعلَتْ له خَلْفاً» قال هشام: يعني باباً.
وفي رواية أخرى قالت: «سألت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن الجَدر: -[295]- أمن البيتِ هوَ؟ قال: نعم، قلتُ: فما لهم لم يُدْخِلُوه في البيت؟ قال: إنَّ قومَك قَصُرَتْ بهم النَّفَقَةُ، قلت: فما شأن بابه مرتَفِعاً؟ قال: فعل ذلك قَومُك ليُدْخِلوا من شَاؤوا، ويمنعوا من شاؤوا، ولولا أن قومَك حديث عهدُهم بالجاهلية، فأخاف أن تُنْكرَ قلوبُهم أن أُدْخِلَ الجَدْر في البيت، وأن أُلصق بابه بالأرض» .
وفي أخرى قالت: «سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحِجر ... وذكره بمعناه» وفيه «فقلت: ما شأن بابه مرتفعاً، لا يُصْعَد إليه إلا بسُلَّم؟» وفيه: «مخافة أن تَنْفُرَ قلوبُهم» وفي رواية: أن الأسود بن يزيد قال: قال لي ابنُ الزبير: كانت عائشةُ تُسِرُّ إليكَ كثيراً، فما حدَّثَتْكَ في الكعبة؟ قلت: قالت لي: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: يا عائشةُ، ولولا أن أهلَكِ حديث عهدهم، قال ابن الزبير: بكفر، لنقضت الكعبة، فجعلت لها بابين: باب يدخل الناس منه، وباب يخرجون منه، ففعله ابن الزبير. هذه روايات البخاري ومسلم.
وللبخاري: «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال لعائشة: لولا أن قومَك حديث عَهْدُهم بجاهلية، لأمرت بالبيت فَهُدِمَ، فأدْخَلتُ فيه ما أُخرجَ منه، وألْزَقْتُهُ بالأرض، وجعلت له بابين: باباً شرقيّا، وباباً غربيا، فبلغتُ به أساسَ إبراهيم» فذلك الذي حمل [ابن] الزبير على هدمه، قال يزيد هو ابن رومان: وشهدت ابن الزبير حين هدَمَه وبناه وأدخل فيه من الحِجر، وقد رأيتُ أساسَ إبراهيم عليه السلام حجارة كأسْنِمة الإبلِ، قال جرير بن حازم: -[296]- فقلت له - يعني ليزيد بن رومان -: أين مَوضِعهُ؟ فقال: أُريكَهُ الآن فدخلتُ معه الحِجرَ، فأشار إلى مكان، فقال: هاهنا، قال جرير، فحزرتُ من الحِجر ستة أذرع أو نحوها.
ولمسلم من حديث سعيد بن ميناءَ قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول: حدثتني خالتي - يعني عائشة - قالت: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «يا عائشةُ، لولا أن قومَكِ حَديثُو عهد بشرك لهدمتُ الكعبةَ، فألزَقْتُها بالأرض، وجعلت لها باباً شرقيّاً، وباباً غربيّاً، وزدتُ فيها ستة أذرع من الحِجْرِ، فإنَّ قريشاً اقتصرتها حيث بَنَتْ الكعبة» وله في أخرى عن عطاء بن رَباح، قال: لما احترق البيتُ زمن يزيد بن معاوية، حين غَزاها أهلُ الشَّام، فكان من أمره ما كان، تركه ابن الزبير، حتى قدم الناسُ الموسم، يريد أن يجرِّئَهُم - أو يُحَرِّبهم - على أهل الشام، فلما صَدَرَ النَّاسُ قال: يا أيُّها الناسُ، أشيروا عليَّ في الكعبة: أنقضها، ثم أبني بناءها، أو أصلح ما وَهَى منها؟ قال ابن عباس: فإني قد فُرِق لي رأي فيها: أرى أن تُصلِحَ ما وَهَى منها، وتَدَع بيتاً أسلم الناس عليه، وأحجاراً أسلم الناس عليها، وبُعث عليها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال ابن الزبير: لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يُجِدَّه، فكيف ببيت ربكم؟ إني مستخير رَبِّي ثلاثاً، ثم عازم على أمري، فلما مضى الثلاث، أجمع رأيه على أن ينقضَها، فتحاماه الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيها أمر من السماء، -[297]- ثم صَعِدَ رجل، فألقى منها حجارة، فلما لم يَرَهُ الناس أصابه شيء تتابعوا فنقضوا حتى بلغوا به الأرض، فجعل ابن الزبير أعمِدة، فَسَتَر عليها السُّتُورَ، حتى ارتفع بناؤُه، قال ابن الزبير: إني سمعت عائشة تقول: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: لولا أن الناس حديث عَهْدُهم بكفر، وليس عندي من النفقة ما يُقَوِّي على بنيانه، لكنتُ أدخَلت فيه من الحِجر خمسَ أذرع، ولجعلتُ له باباً يدخل الناس منه، وباباً يُخرَجُ منه، قال: فأنا اليوم أجِدُ ما أنفق، ولست أخافُ النَّاسَ، قال: فزاد فيه خمس أذْرُع من الحِجْرِ حتى أبدى أُسّاً، فنظر الناس إليه، فبنى عليه البناء، وكان طول الكعبة: ثمانيةَ عشرَ ذراعاً، فلما زاد فيه استقصره، فزاد في طوله عشرةَ أذْرُع، وجعل له بابين: أحدهما يُدْخَلُ منه، والآخر يُخْرَجُ منه، فلما قُتِلَ ابن الزبير: كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك، ويخبره أن ابن الزبير قد وضع البناء على أُسّ قد نظر إليه العُدُول من أهل مكة، فكتب إليه عبد الملك: إنا لَسْنا من تَلْطيخ ابن الزبير في شيء، أما ما زاد في طوله: فأقِرَّهُ، وأما ما زاد فيه من الحِجْر: فردَّه إلى بنائه؛ وسُدَّ الباب الذي فَتَحَهُ، فنقضه وأعاده إلى بنائه» . وله في أخرى من رواية عبد الله بن عبيد بن عمير، والوليد بن عطاء، عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، قال عبد الله بن عبيد: «وفد الحارث على عبد الملك بن مروان في خلافته، فقال: ما أظن أبا خُبَيْب - يعني ابن -[298]- الزبير - سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها، قال الحارث: بلى، أنا سمعتُه منها، قال: سمعتَها تقول ماذا؟ قال: قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إن قومَكِ استقصروا من بُنْيانِ البيت، ولولا حِدثَانُ عَهْدِهم بالشِّرْكِ أعَدتُ ما تركوا منه، فإن بَدا لقَومِكِ من بعدي أن يبنوه فهلُمِّي لأرِيَكِ ما تركوا منه، فأراها قريباً من سَبعةِ أذرع» .
هذا حديث عبد الله بن عبيد، وزاد عليه الوليد بن عطاء: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «ولجعلتُ لها بابَيْن موضوعين في الأرض شرقيّاً وغربيّاً، وهل تدرين: لِمَ كان قومُكِ رفعوا بابها؟ قالت: قلت: لا، قال: تَعَزُّزاً أن لا يدخلها إلا من أرادوا، فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدَعونه يَرتَقِي، حتى إذا كاد أن يَدْخُلَ دفعوه، فسقطَ، قال عبد الملك للحارث: أنت سمعتَها تقول هذا؟ قال: نعم، قال: فنكتَ ساعة بِعَصاه، ثم قال: وَدِدْتُ أني تركته وما تحمَّل» .
وله في أخرى عن أبي قَزَعة أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت، إذ قال: قاتَلَ الله ابنَ الزبير، حيث يكْذِب على أم المؤمنين، يقول: سمعتُها تقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا عائشة، لولا حِدْثانُ قومكِ بالكفرِ لَنَقَضْتُ البيت حتى أزيد فيه من الحِجر، فإن قومَك قصَّروا في البناء، فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين، -[299]- فأنا سمعتُ أمَّ المؤمنين تحدِّث هذا، فقال: لو كنتُ سمعتُه قبل أن أهدَمه لتركتُه على ما بنى ابنُ الزبير» .
وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، وأخرج النسائي الرواية الأولى والثانية والأولى من روايات مسلم، وله في أخرى مثل رواية البخاري، إلى قوله: «كأسْنِمَةِ الإبل» وزاد: «متلاحكة» .
وأخرج الترمذي عن الأسود [بن يزيد] «أن الزبير قال له: حدِّثْني بما كانت تُفْضِي إليك أم المؤمنين - يعني عائشة - فقال: حدَّثتني: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لها: «لولا أن قومَكِ حديث عهد بالجاهلية لهدمت الكعبة، وجعلت لها بابين، فلما ملكَ ابن الزبير هَدَمَها وجعل لها بَابَيْن» [1] .
S (حِدْثان الشيء) : أوَّلُه، والمراد به: قرب عهدهم بالجاهلية، وأن الإسلام لم يتمكَّن بعد، فكأنهم كانوا ينفرون لو هُدِمَتْ الكعبة وغُيَّرْت هيئتُها. -[300]-
(الجَدْر) : أصل الحائط، وأراد به هاهنا: الحِجْر، لما فيه من أصول الحيطان.
(أن يُجَرِّئَهم) : من رواه بالجيم والياء المعجمة بنقطتين من تحت، فهو الجرأة، وهي الإقدام على الشيء، أراد: أن يزيد في جرأتهم عليهم ومطالبتهم واستحلالهم بحرق الكعبة، ومن رواه بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة من تحت، أراد: أن يزيد في غضبهم، يقال: حرِب الرجل، إذا غضب، وحَرَّبتُه أنا: إذا حرَّشته وسلطَّته وعرَّفته بما يغضب منه.
(فُرِق) بضم الفاء وكسر الراء، أي: كشف، وبين لي، قال الله تعالى: {وقرآناً فرقناه} أي: بيناه، وهذا نقل من الجمع المصحح بخط الشيخ ابن الصلاح رحمه الله: فُرِقَ لي رأي فيها: اتجه وعَنَّ لي ووضح عندي، ومنه: فَرَقَ الأمر: إذا بان.
(تعزُّزاً) التعزُّز: من العِزَّة، وهي القوة، أراد: تكبُّراً على الناس، وقد جاء في بعض نسخ مسلم «تعزراً» بالزاي والراء بعدها من التعزير: التوقير، فإما أن يريد توقير البيت وتعظيمه، أو تعظيم أنفسهم وتكبَّرهم على الناس بذلك.
(وَهَى) البناء: تهدَّم، ووهى السّقاء: إذا تخرَّق.
(نكت) في الأرض بأصبعه أو بقضيب: إذا أثر فيها بأحدهما ضرباً.
(تركته وما تحمّلَ) يعني: أَدَعُهُ وما اكتسب من الإثم الذي تحمّلَه في -[301]- نقض الكعبة وتجديد بنائها.
(تلطيخ ابن الزبير) : أراد اختلاف فعالِهِ، وما اعتمده من هدم الكعبة.
(الجُدُر) جمع جدار، وهي الحائط. [1] رواه البخاري 1 / 198 و 199 في العلم، باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه، وفي الحج، باب فضل مكة وبنيانها، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً} ، وفي تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت} ، وفي التمني، باب ما يجوز من اللو، ومسلم رقم (1333) في الحج، باب نقض الكعبة وبنائها، والموطأ 1 / 363 و 364 في الحج، باب ما جاء في بناء الكعبة، والنسائي 5 / 214 - 216 في الحج، باب بناء الكعبة، والترمذي رقم (875) في الحج، باب ما جاء في كسر الكعبة.
Mصحيح: أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (238) ، وأحمد (6/176) قال: قرأت على عبد الرحمن وفي (6/247) قال: حدثنا عثمان بن عمر. والبخاري (2/179) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (4/177) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (6/24) قال: حدثنا إسماعيل. ومسلم (4/97) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي (5/214) قال: أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم. وابن خزيمة (2726) قال: حدثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهب.
ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وعثمان بن عمر، وعبد الله بن مسلمة، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن يحيى، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن وهب - عن مالك ابن أنس، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، فذكره.
* وأخرجه أحمد (6/113) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال: حدثنا أبو أويس، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله بن عمر أخبره، أن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الصديق أخبره، أن عائشة. قالت. نحوه.
* وأخرجه مسلم (4/97) قال: حدثني أبو الطاهر. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن مخرمة (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه. قال: سمعت نافعا مولى ابن عمر. يقول: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن أبي قحافة يحدث عبد الله بن عمر، عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية، أو قال: بكفر، لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلت بابها بالأرض، ولأدخلت فيها من الحجر.» .
وبلفظ: «قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لولا حداثة عهد قومك بالكفر، لنقضت الكعبة، ولجعلتها على أساس إبراهيم. فإن قريشا، حين بنت البيت، استقصرت. ولجعلت لها خلفا.» .
أخرجه أحمد (6/57) قال: حدثنا ابن نمير وأبو أسامة. والدارمي (1875) قال: حدثني فروة بن أبي المغراء. قال: حدثنا علي بن مسهر. والبخاري (2/180) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو أسامة. ومسلم (4/97) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثناه أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن نمير. والنسائي (5/215) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبدة وأبو معاوية. وابن خزيمة (2742) قال: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب. قال: حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه سلم بن جنادة. قال: حدثنا أبو معاوية. خمستهم- عبد الله بن نمير، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
وبلفظ: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين. بابا شرقيا، وبابا غربيا، فإنهم قد عجزوا عن بنائه فبلغت به أساس إبراهيم عليه السلام.» .
قال: فذلك الذي حمل ابن الزبير على هدمه. قال يزيد: وقد شهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحجر، وقد رأيت أساس إبراهيم -عليه السلام- حجارة كأسنمة الإبل متلاحكة.
1- أخرجه أحمد (6/239) . والبخاري (2/180) قال: حدثنا بيان بن عمرو. والنسائي (5/216) قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. وابن خزيمة (3021) قال: حدثناه الزعفراني.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وبيان، وعبد الرحمن، والحسن بن محمد الزعفراني - عن يزيد بن هارون.
قال: حدثنا جرير بن حازم. قال: حدثنا يزيد بن رومان.
2- وأخرجه ابن خزيمة (3019) قال: حدثنا الربيع. قال: حدثنا ابن وهب. قال: وأخبرني ابن أبي الزناد. (ح) وقال لنا بحر بن نصر في عقب حديثه: قال ابن أبي الزناد: وحدثني هشام بن عروة.
كلاهما - يزيد بن رومان، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره.
وعن الأسود بن يزيد، أن ابن الزبير قال له: حدثني بما كانت تفضي إليك أم المومنين، يعني عائشة. فقال: حدثتني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: «لولا أن قومك حديثو عهد بالجاهلية، لهدمت الكعبة، وجعلت لها بابين.» .
قال: فلما ملك ابن الزبير، هدمها وجعل لها بابين.
أخرجه أحمد (6/102) قال: حدثنا أبو كامل. قال: حدثنا زهير. وفي (6/176) قال: حدثنا محمد ابن جعفر. قال: حدثنا شعبة. والبخاري (1/43) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. والترمذي (875) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة. والنسائي (5/215) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود ومحمد بن عبد الأعلى، عن خالد، عن شعبة.
ثلاثتهم - زهير، وشعبة، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، فذكره.
وبلفظ: «سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجدر أمن البيت هو؟ قال: نعم، قلت: فما لهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومك قصرت بهم النفقة، قلت فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا، ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه بالأرض.» .
وفي رواية شيبان: «سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الحجر» .
أخرجه الدارمي (1876) قال: أخبرنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا أبو الأحوص. والبخاري (2/179و 9/106) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا أبو الأحوص. ومسلم (4/100) قال: حدثنا سعيد بن منصور. قال: حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبيد الله، يعني ابن موسى. قال: حدثنا شيبان. وابن ماجة (2955) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. قال: حدثنا شيبان.
كلاهما - أبو الأحوص، وشيبان - عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن يزيد، فذكره.
وبلفظ: «لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندي من النفقة ما يقوي على بنائه لكنت أدخلت فيه من الحجر خمسة أذرع، وجعلت له بابا يدخل الناس منه، وبابا يخرجون منه.» .
أخرجه أحمد (6/179) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سليم بن حيان، عن سعيد بن ميناء. وفي (6/180) قال: حدثنا بهز. قال: حدثني سليم بن حيان، قال: حدثنا سعيد. ومسلم (4/98) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثني ابن مهدي. قال: حدثنا سليم بن حيان، عن سعيد، يعني ابن ميناء. (ح) وحدثنا هناد بن السري. قال: حدثنا ابن أبي زائدة. قال: أخبرني ابن أبي سليمان، عن عطاء. والنسائي (5/218) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن ابن أبي زائدة. قال: حدثنا ابن أبي سليمان، عن عطاء. وابن خزيمة (3020) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. قال: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قال: سمعت يزيد بن رومان. وفي (3022) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم، عن أبي الطفيل.
أربعتهم - سعيد بن ميناء، وعطاء، ويزيد بن رومان، وأبو الطفيل - عن عبد الله بن الزبير، فذكره.
* الروايات ألفاظها متقاربة ويزيد بعضهم على بعض، وفي رواية عطاء عند مسلم.
قال: لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام فكان من أمره ما كان تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يجرئهم أو يحربهم على أهل الشام، فلما صدر الناس، قال: ... » .
وعن عبد الله بن عبيد بن عمير والوليد بن عطاء، عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة. قال عبد الله بن عبيد: وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته. فقال عبد الملك: ما أظن أبا خبيب، يعني ابن الزبير، سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها. قال الحارث: بلى أنا سمعته منها. قال: سمعتها تقول ماذا؟ قال: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:....» .
أخرجه مسلم (4/99) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي (4/100) قال: حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة. قال: حدثنا أبو عاصم (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (2741) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري. قال: أخبرنا ابن بكر (ح) وحدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (3023) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري. قال: حدثنا ابن بكر، يعني محمد.
ثلاثتهم - محمد بن بكر، وأبو عاصم، وعبد الرزاق - عن ابن جريج. قال: سمعت عبد الله بن عبيد ابن عمير والوليد بن عطاء يحدثان، فذكراه.
* وأخرجه أحمد (6/253) قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي. وفي (6/262) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري. ومسلم (4/100) قال: حدثني محمد بن حاتم. قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي.
كلاهما - عبد الله بن بكر، ومحمد بن عبد الله- عن حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس القشيري، عن أبي قزعة، أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤمنين يقول سمعتها تقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا عائشة لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر، فإن قومك قصروا في البناء.» .
فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: لا تقل هذا ياأمير المؤمنين، فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث هذا. قال: لو كنت سمعته قبل أن أهدمه لتركته على ما بنى ابن الزبير.
وبلفظ: «أنها قالت: يا رسول الله كل أهلك قد دخل البيت غيري، فقال: أرسلي إلى شيبة فيفتح لك الباب فأرسلت إليه، فقال شيبة: ما استطعنا فتحه في جاهلية ولا إسلام بليل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: صلي في الحجر فإن قومك استقصروا عن بناء البيت حين بنوه.» .
أخرجه أحمد (6/67) قال: حدثنا حسن. قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، فذكره.
وبلفظ: «لو كان عندنا سعة لهدمت الكعبة ولبنيناها ولجعلت لها بابين بابا يدخل الناس منه وبابا يخرجون منه، قالت: فلما ولي ابن الزبير هدمها فجعل لها بابين، قالت: فكانت كذلك فلما ظهر الحجاج عليه هدمها وأعاد بناءها الأول» .
أخرجه أحمد (6/136) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء، عن ابن أبي مليكة، فذكره.
هكذا ذكره ابن خزيمة عقب حديث أبي الطفيل. قال: كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم، ليس فيه مدر، وكانت قدر ما يقتحمها العناق، فذكر الحديث بطوله في قصة بناء الكعبة. وقال: فلما كان جيش الحصين بن نمير فذكر حريقها في زمن ابن الزبير. فقال ابن الزبير: إن عائشة أخبرتني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لولا حداثة قومك بالكفر لهدمت الكعبة فإنهم تركوا منها سبعة أذرع في الحجر، ضاقت بهم النفقة والخشب.
أخرجه ابن خزيمة (3022) قال: حدثنا محمد بن يحيى. قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم. قال: وأخبرني ابن أبي مليكة، فذكره.
وبلفظ: «كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه. فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي فأدخلني الحجر. فقال: صلي في الحجر إن أردت دخول البيت، فإنما هو قطعة من البيت، ولكن قومك استقصروه حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت.» .
أخرجه أحمد (6/92) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. وأبو داود (2028) قال: حدثنا القعنبي. قال: حدثنا عبد العزيز. والترمذي (876) قال: حدثنا قتيبة. قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي (5/219) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أنبأنا عبد العزيز ابن محمد. وابن خزيمة (3018) قال: حدثنا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر. قالا: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني ابن أبي الزناد.
كلاهما - عبد العزيز بن محمد، وابن أبي الزناد - عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه، فذكرته.