الفصل السابع: في فضل جماعة من غير الصحابة بتعيين أسمائهم
أُويْسُ القَرَنيُّ
6826 - (م) أسير بن جابر - رحمه الله - قال: كان عمرُ بنُ الخطَّابِ إذا أتى عليه أمْدادُ أهل اليمنِ سألهم: أفيكم أُوَيسُ بنُ عامر؟ حتى أتى على أُويس، فقال: أنت أُوَيسُ بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مُراد، ثم من قَرَن؟ قال: نعم، قال: فكان بك بَرَص فَبَرَأتَ منه، إلا موضعَ دِرْهَم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعتُ رسولَ الله -[232]- صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي عليكم أُوَيسُ بن عامر مع أمْدَادِ أهل اليمن من مُراد، ثم من قَرَن، وكان به برص فَبَرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرّ، لو أقْسَم على الله لأبَرَّه، فإن استطعتَ أن يَسْتَغْفِر لَكَ فافعَلْ، فاسْتَغْفِرْ لي، فاسْتَغْفَر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفةَ، قال: ألا أكتبُ لك إلى عاملها؟ قال: أكونُ في غَبْراءِ النَّاسِ أحبُّ إليَّ، قال: فلما كان من العام المقبل حَجَّ رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أُوَيس، قال: تركته رَثَّ البَيْتِ، قَليلَ المتاع، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي عليكم أُوَيس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مُراد ثم من قَرَن، كان به بَرَص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرّ، لو أقسم على الله لأبرَّهُ، فإن استطعتَ أن يستغفر لك فافعل، فأتى أُوَيساً، فقال: استغفرْ لي، قال: أنت أحْدثُ عهداً بسفَر صالح، فاستغفرْ لي، [قال: استغفر لي، قال: أنت أحدثُ عهداً بسفر صالح، فاستغفرْ لي] قال: لقيتَ عمر؟ قال: نعم، فاسْتَغْفَرَ له، فَفَطِنَ له الناسُ، فانطلق على وجهه، قال أُسَيْر: وكسوتُه بُردة، فكان كلما رآه إنسان، قال: من أينَ لأُوَيْس هذه البردة؟.
وفي رواية: «أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر، وفيهم رجل ممن كان يَسْخَرُ بأُوَيْس، فقال عمر: هل هاهنا أحد من القَرَنِيِّين؟ فجاء ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد قال: إنَّ رجلاً يأتيكم من اليمن، -[233]- يقال له: أُوَيْس، لا يَدَعُ باليمن غيرَ أمّ له، قد كان به بَياض، فدعا الله، فأذهبه [عنه] ، إلا موضع الدِّينار أو الدِّرْهَم، فمن لَقِيه منكم فَلْيَسْتَغْفِرْ لكم» . وفي أخرى: «قال: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: إنَّ خير التابعين رجل يقال له: أويس، له والدة، وكان به بَياض، فَمُروه فَلْيَسْتَغْفِرْ لكم» . أخرجه مسلم [1] .
S (أمداد) الأمداد: جمع مدد، وهم الأعوان الذين كانوا يجيئون لنصر الإسلام.
(غَبْراء الناس) غبراء الناس جمع غابر وهو الباقي، فإن الغابر من الأضداد يكون بمعنى الباقي والماضي، وغبر الليل: بقاياه، وإنما أراد أويس رضي الله عنه: أن يكون مع المتأخرين لا مع المتقدمين المشهورين فأما الذي جاء في الرواية: فهو: «غَبراء الناس» بالمد، ومعناه: ضعفاؤهم، وأخلاهم، ومن لا تعرف عينه منهم وقيل: هم الصعاليك، ومنه قيل للمحاويج: بنو غَبراء كأنهم نسبوا إلى الأرض والتراب، وإنما أراد الخمول والخفاء، فإنه أقرب إلى السلامة، وقد جاء في بعض الروايات، ولم يجئ في كتاب مسلم - «غمار -[234]- الناس» والغمار - بضم الغين وفتحها - الزحمة، تقول: دخلت في غمار الناس، أي: في زحمتهم، والغَمْرة: الزحمة، والجمع غمار. [1] رقم (2542) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أويس القرني رضي الله عنه.
Mصحيح: أخرجه أحمد (1/38) (266) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضر، ومسلم (7/188و189) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا هاشم ابن القاسم، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثني سعيد الجريري، عن أبي نضرة. (0ح) وحدثنا زهير ابن حرب ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عفان بن مسلم، قال حدثنا حماد، وهو ابن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار، قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن زرارة ابن أوفى.
كلاهما - أبو نضر، وزرارة - عن أسير بن جابر، فذكره.