أبو السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري، في كتابه الجامع العظيم «جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم» ، وقد طبع هذا الكتاب مرتين.
الأولى: في مصر في مطبعة أنصار السنة المحمدية بعناية الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله تعالى وذلك سنة (1370 - 1950) ، وتقع هذه الطبعة في اثني عشر مجلداً.
الثانية: في دمشق، حيث تضافرت ثلاث دور من النشر على طبعه وهم:
مكتبة دار البيان، ومكتبة الملاح، ومكتبة الحلواني، وقد حققها وخرج أحاديثها العلامة الجليل الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله، وقد بدأ بطبعها عام (1389 - 1969) وتقع هذه الطبعة في إحدى عشر مجلداً.
إلا أن كلتا الطبعتين ناقصتان، إذ اقتصرتا على الركنين الأوليين من الكتاب وهما: الركن الأول في المقدمات، والركن الثاني في المقاصد، وخلتا من الركن الثالث: ركن الخواتيم، والذي يتضمن ثلاثة فنون:
1 - الفن الأول: فهارس لبعض أحاديث الكتاب: إذ أن المؤلف رحمه الله تعالى وجد أحاديث ينبو عنها مكانها، وإن كان أولى بها من غيره من سائر الأمكنة، وكان طالب تلك الأحاديث أو بعضها ربما شذ عن خاطره موضعها، والتبس عليه مكانها لنوع من اشتباه معانيها واختلاف توارد الخواطر في اختيار المكان الأولى بها، وكان في ذلك كلفة على الطالب ومشقة، فاستقرأ تلك الأحاديث جميعها التي هي متزلزلة في مكانها أو مشتبهة على طلابها، وخرّج منها كلمات ومعاني تعرف بها تلك الأحاديث، وافرد لها باباً أثبت فيه تلك المعاني مرتبة على حروف المعجم (أب ت ث) مسطورة في هامش الكتاب وبإزائها ذكرت موضعها من أبواب الكتاب.
فإذا طلبت حديثاً فيه نوع من الاشتباه، وغاب عنك موضعه إما لسهو عارض، أو جهل بالمكان، فلا يخلو أن تعرف منه بعض ألفاظه المشهورة فيه، أو معانيه المودعة في مطاويه، فاعمد ذلك الباب المشار إليه، واطلب تلك الكلمة أو ذلك المعنى في حروف ذلك الباب، فإن وجدتها فأقرأ ما بإزائها فهو يدلك على موضع ذلك الحديث من أبواب الكتاب إن شاء الله تعالى.