فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحناها، ففتح لنا فدخلناها فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء رجلا، فقالا لهم: اذهبوا: فقعوا فى ذلك النهر وإذا نهر معترض يجرى كأن ماءه المحض فى البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا وقد ذهب عنهم السوء وصاروا فى أحسن صورة. قالا لى: هذه جنة عدن وها هو ذاك منزلك، فقلت لهما: بارك الله فيكما ذرانى أدخله، قالا: أما الآن فلا وأنت داخله، قلت لهما: إنى قد رأيت هذه الليلة عجبا فما هذا الذى رأيت قالا لى: أما إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذى أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه رجل يأخذ بالقرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة وأما الرجل الذى أتيت عليه يشرشر شدقه وعينه ومنخره إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق وأما الرجال والنساء العراة الذين فى مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزوانى،