كسرى ومياه العرب فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول وأما ما كان مما يلى مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا أن لا نحدث حدثا ولا نئوى محدثا وإنى أرى أن هذا الأمر الذى تدعونا إليه يا أخا قريش مما يكره الملوك فإن أحببت أن نئويك وننصرك مما يلى مياه العرب فعلنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أسأتم فى الرد إذا أفصحتم بالصدق وإن دين الله به لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم أن لا تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال النعمان بن شريك اللهم فلك ذلك فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا} [الأحزاب: 45-46] ثم نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قابضا على يدى أبى بكر وهو يقول يا أبا بكر أية أخلاق فى الجاهلية ما أشرفها