السائب الكلبى عن أبى صالح قال: جلس جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتذاكرون فتذاكروا أى الحروف أدخل فى الكلام فأجمعوا على أن الألف أكثر دخولا فى الكلام من سائرها فقام أمير المؤمنين على بن أبى طالب فخطب هذه الخطبة على البديهة وأسقط منها الألف المؤنقة وقال حمدت وعظمت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت رحمته غضبه وتمت كلمته ونفذت مشيئته وبلغت قضيته حمدته حمد عبد مقر بربوبيته متخضع لعبوديته متنصل لخطيئته معترف بتوحيده مؤمل من ربه مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته وبنيه ويستعينه ويسترشده ويستهديه ويؤمن به ويتوكل عليه وشهدت له تشهد مخلص موقن وبعزته مؤمن وفردته تفريد مؤمن متقن ووحدت له توحيد عبد مذعن ليس له شريك فى ملكه ولم يكن له ولى فى صنعه جل عن مشير ووزير وعن عون معين ونظير علم فستر وبطن فخبر وملك فقهر وعصى فغفر وحكم فعدل لم يزل ولن يزول ليس كمثله شىء وهو قبل كل شىء وبعد كل شىء رب منفرد بعزته متمكن بقوته