لا قد سمعت مقالتنا فقال والذى نفسى بيده لو ظننت أن السباع تأكلنى بالمدينة لأنفذت هذا البعث ولا بدأت بأول منه كيف ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل عليه الوحى من السماء يقول أنفذوا جيش أسامة ولكن خصلة أكلم بها أسامة أكلمه فى عمر يخلفه يقيم عندنا فإنه لا غنى بنا عنه والله ما أدرى يفعل أسامة أم لا إن أبى لا أكرهه فعرف القوم أن أبا بكر قد عزم على إنفاذ بعث أسامة ومشى أبو بكر إلى أسامة فى بيته فكلمه فى أن يترك عمر ففعل أسامة وجعل يقول له أذنت ونفسك طيبة فقال أسامة نعم قال وخرج فأمر مناديه ينادى عزمة منى أن لا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه فى حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنى لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا ألحقته به ماشيا وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا فى إمارة أسامة فغلظ عليهم وأخذهم بالخروج فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد وخرج أبو بكر يشيع أسامة والمسلمين فلما ركب أسامة من الجرف