ولد، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عباءة يهنأ بَعِيرًا لَهُ. فَقَالَ: " هَل مَعَك تمرٌ؟ " فَقلت: نعم. فناولته تمرات فألقاهن فِي فِيهِ، فلاكهن، ثمَّ فغرفا الصَّبِي فمجه فِي فِيهِ، فَجعل الصَّبِي يتلمظه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " حب الْأَنْصَار التَّمْر " وَسَماهُ عبد الله.
1877 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن هِشَام بن زيد قَالَ: سَمِعت أنس بن مَالك قَالَ: جَاءَت امْرَأَة من الْأَنْصَار إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهَا صبيٌّ لَهَا، فكلمها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُم لأحب النَّاس إِلَيّ " مرَّتَيْنِ.
وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن جَعْفَر ووهب بن جرير: ثَلَاث مَرَّات.
1878 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس أَنه قَالَ: كنت أَسْقِي أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح وَأَبا طَلْحَة وَأبي بن كَعْب شرابًا من فضيخ زهرٍ وتمر، فَأَتَاهُم آتٍ فَقَالَ: إِن الْخمر قد حرمت. فَقَالَ أَبُو طَلْحَة: يَا أنس، قُم إِلَى هَذِه الجرة فاكسرها. فَقُمْت إِلَى مهراس لنا فضربتها بأسفله حَتَّى تَكَسَّرَتْ.
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ:
كنت ساقي الْقَوْم فِي منزل أبي طَلْحَة فَكَانَ خمرهم يومئذٍ الفضيخ، فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم منادياً يُنَادي: أَلا إِن الْخمر قد حرمت. قَالَ: فجرت فِي سِكَك الْمَدِينَة، فَقَالَ لي أَبُو طَلْحَة: اخْرُج فَأَهْرقهَا، فَخرجت فَهَرَقْتهَا، فجرت فِي سِكَك الْمَدِينَة فَقَالَ بعض الْقَوْم: قد قتل قومٌ وَهِي فِي بطونهم، فَأنْزل الله عز وَجل: {لَيْسَ على الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا} [الْمَائِدَة] .