نام کتاب : منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري نویسنده : حمزة محمد قاسم جلد : 1 صفحه : 64
خَارِج، ولم أكنْ أظُنُّ أنَه منكم فَلَو كُنْتُ أعلم أني أخْلُصُ إليْهِ، لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَن قَدَمِهِ، ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي بَعَثَ بِهِ دِحْيَةَ إلى عَظِيم بُصْرَى، فَدَفَعَهُ إلى هِرَقْلَ، فَقَرَأهُ فإذَا فيه: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: مِن مُحَمَّدٍ عَبد الله وَرَسُولِهِ إلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلَام على مَنِ اتَبّع الهُدَى، أما بعدُ: فإني
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد" وفي الفصل العشرين من السفر الخامس من التوراة ما نصه " أقبل الله من سيناء وتجلى من جبال فاران معه الربوات الأطهار عن يمينه وفاران جبال مكة " ولم أكن أظن أنه منكم " ولعله لم يطلع على ما في التوراة، أو لم يفهمه " فلو كنت أعلم أني أخلص إليه " أي أصل إليه " لتجشمت لقاءه " أي لتكلفت عناء السفر إليه " ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه " أي لغسلتُ وجهي من الماء الذي يسيل من قدمه.
" ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بعث به دحية الكلبي إلى عظيم بصرى " أي إلى أميرها الحارث ابن أبي شمر الغساني، "فدفعه إلى هرقل"، فأرسله عظيم بصرى إلى هرقل، " فقرأه، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله " قال القسطلاني: وصف نفسه بالعبودية تعريضاً ببطلان قول النصارى في المسيح أنه ابن الله، لأن الأنبياء مقرون في أنهم عباد الله، "إلى هرقل عظيم الروم" أي المعظم عندهم، ولم يصفه بالملك، لأنّه معزول بحكم الإسلام، "سلام على من اتبع الهدى" خاطبه بذلك لأنّ هذه هي صيغة التحية المشروعة في مخاطبة الكفار، حيث إنَّ السلام لا يوجّهُ إلاّ لمن آمن بالله، واتبع شريعة الله، " أما بعد " وهي كلمة ينتقل بها من موضوع إلى آخر، ولهذ سميت فصل الخطاب "فإني أدعوك بدعاية
نام کتاب : منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري نویسنده : حمزة محمد قاسم جلد : 1 صفحه : 64