نام کتاب : منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري نویسنده : حمزة محمد قاسم جلد : 1 صفحه : 26
أحدهما: الرؤيا الصادقة، وكانت مبدء وحيه [1]، كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.
الثانية: ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه [2] من غير أن يراه، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: " إنّ روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله، فإن ما عند الله لا ينال إلاّ بطاعته ".
الثالثة: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتمثل له الملك رجلاً فيخاطبه حتى يعي ما يقول، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحياناً.
الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس، وكان أشده، عليه فيلتبس به الملك حتى أن جبينه ليتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد. وحتى إن راحلته لتبرك به إِلى الأرض إذا كان راكبها، ولقد جاءه الوحي مرّة كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليها حتى كادت ترضها.
الخامسة: أن يرى الملك في صورته [3] التي خُلق عليها فيوحى إليه ما شاء الله أن يوحيه، وهذا وقع له مرتين، كما ذكر الله ذلك في سورة النجم.
السادسة: ما أوحاه الله إليه وهو فوق السموات ليلة المعراج. من فرض الصلاة وغيرها. [1] واستمر على هذه الصورة ستة أشهر من ربيع الأول إِلى رمضان، حيث نزل عليه الوحي الصريح، وأتاه جبريل في غار حراء. [2] وهو ما يسمى بالإلهام، ومعناه إلقاء العلم الإلهي في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم -، دون سبب ظاهرى، من إدراك حس أو نظر واستدلال. [3] وهو نادر جداً، فإنه - صلى الله عليه وسلم - لم يره على صورته الأصلية إلا مرتين، مرة سأل ربه أن يريه كذلك، فظهر له كما هو، فسد الأفق، ومرة أخرى عند سدرة المنتهي، ليلة المعراج، كما جاء في الحديث الذي أخرجه أحمد، وجاء فيه أنه رآه - صلى الله عليه وسلم - في المرة الأولى، له ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق. أخرجه أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه.
نام کتاب : منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري نویسنده : حمزة محمد قاسم جلد : 1 صفحه : 26