responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 4021
سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ) ، صِفَةٌ كَاشِفَةٌ. قَالَ الطِّيبِيُّ: لَيْسَ بِصِفَةٍ مُمَيِّزَةٍ لِعَبْدِ اللَّهِ لِأَنَّهُ لَا يُشَارِكُ فِي اسْمِهِ غَيْرُهُ، بَلْ هُوَ مَدْحٌ لَهُ فِي التَّوْصِيَةِ بِالْتِمَاسِ الْعِلْمِ مِنْهُ لِأَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ الْكِتَابَيْنِ (فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " إِنَّهُ ") ، أَيْ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ (" عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ ") . أَيْ مِثْلُ عَاشِرِ عَشَرَةٍ، وَنَحْوُهُ أَبُو يُوسُفَ أَبُو حَنِيفَةَ إِذْ لَيْسَ هُوَ مِنَ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرَةِ، كَذَا ذَكَرَهُ مِيرَكُ، وَهُوَ قَوْلُ الطِّيبِيِّ، أَوِ الْمَعْنَى يَدْخُلُ بَعْدَ تِسْعَةِ نَفَرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي الْجَنَّةِ، ذَكَرَهُ السَّيِّدُ جَمَالُ الدِّينِ، وَفِيهِ أَنَّهُ يَلْزَمُ تَقَدُّمُهُ عَلَى بَعْضِ الْعَشَرَةِ، فَلَعَلَّهُ الْعَاشِرُ مِنَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنَ الْيَهُودِ، أَوْ مِمَّا عَدَا الْعَشَرَةَ الْمُبَشَّرَةَ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَعْدَ تِسْعَةَ عَشَرَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) . وَكَذَا النَّسَائِيُّ.

6241 - «- وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَوِ اسْتَخْلَفْتَ؟ قَالَ: إِنِ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ فَعَصَيْتُمُوهُ عُذِّبْتُمْ وَلَكِنْ مَا حَدَّثَكُمْ حُذَيْفَةُ فَصَدِّقُوهُ وَمَا أَقْرَأَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ فَاقْرَءُوهُ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6241 - (وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالُوا) ، أَيْ: بَعْضُ الصَّحَابَةِ بَعْدَ امْتِنَاعِهِ مِنَ الِاسْتِخْلَافِ (يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اسْتَخْلَفْتَ) أَيْ إِنِ اسْتَخْلَفْتَ شَخْصًا فَمَنْ يَكُونُ؟ وَقَالَ الطِّيبِيُّ: لَوْ هَذِهِ لِلتَّمَنِّي أَيْ لَيْتَنَا أَوِ الِامْتِنَاعِيَةُ وَجَوَابُهُ مَحْذُوفٌ، أَيْ لَكَانَ خَيْرًا اهـ. وَفِيهِ أَنَّهُ نَوْعُ اعْتِرَاضٍ (قَالَ: " إِنِ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ ") ، أَيْ: أَحَدًا (" فَعَصَيْتُمُوهُ ") ، أَيِ: اسْتِخْلَافِي أَوْ مُسْتَخْلَفِي (" عُذِّبْتُمْ ") ، أَيْ عَذَابًا شَدِيدًا. قَالَ الطِّيبِيُّ: عُذِّبْتُمْ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا، وَالْجَوَابُ فَعَصَيْتُمُوهُ، وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ لِمَا يَلْزَمُ مِنَ الثَّانِي أَنْ يَكُونَ الِاسْتِخْلَافُ سَبَبًا لِلْعِصْيَانِ، وَالْمَعْنَى أَنَّ الِاسْتِخْلَافَ الْمُسْتَعْقِبَ لِلْعِصْيَانِ سَبَبٌ لِلْعَذَابِ، وَقَوْلُهُ: (وَلَكِنْ مَا حَدَّثَكُمْ حُذَيْفَةُ فَصَدِّقُوهُ، وَمَا أَقْرَأَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ) ، أَيِ: ابْنُ مَسْعُودٍ (" فَاقْرَءُوهُ ") . مِنَ الْأُسْلُوبِ الْحَكِيمِ، لِأَنَّهُ زِيَادَةٌ عَلَى الْجَوَابِ، كَأَنَّهُ قِيلَ: لَا يُهِمُّكُمُ اسْتِخْلَافِي فَدَعُوهُ، وَلَكِنْ يُهِمُّكُمُ الْعَمَلُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا، وَخَصَّ حُذَيْفَةَ لِأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمُنْذِرَهُمْ مِنَ الْفِتْنَةِ الدُّنْيَوِيَّةِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ لِأَنَّهُ كَانَ مُنْذِرَهُمْ مِنَ الْأُمُورِ الْأُخْرَوِيَّةِ. اهـ. وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ اسْتِدْرَاكٌ مِنْ مَفْهُومِ مَا قَبْلَهُ، وَالْمَعْنَى مَا أَسْتَخْلِفُ عَلَيْهِمْ أَحَدًا وَلَكِنْ إِلَخْ. ثُمَّ وَجْهُ اخْتِصَاصِهِمَا بِهَذَا الْمَقَامِ أَنَّهُمَا شَاهِدَانِ عَلَى صِحَّةِ خِلَافَةِ الصِّدِّيقِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ، فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى الْخِلَافَةِ دُونَ الْعِبَارَةِ لِئَلَّا يَتَرَتَّبَ عَلَى الثَّانِي شَيْءٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ الْمُوجِبَةِ لِلتَّعْذِيبِ بِخِلَافِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّهُ يَبْقَى لِلِاجْتِهَادِ مَجَالٌ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) . قَالَ مِيرَكُ: وَفِي إِسْنَادِهِ شَرِيكٌ وَفِيهِ مَقَالٌ. قُلْتُ: وَخَرَّجَهُ ابْنُ السَّمَّانِ عَنْ حُذَيْفَةَ وَلَفْظُهُ «قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: " إِنِّي إِنِ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ فَعَصَيْتُمْ خَلِيفَتِي نَزَلَ الْعَذَابُ بِكُمْ " قَالُوا: أَلَا نَسْتَخْلِفُ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: " إِنْ تَسْتَخْلِفُوهُ تَجِدُوهُ قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ ضَعِيفًا فِي نَفْسِهِ ". قَالُوا: أَلَا نَسْتَخْلِفُ عُمَرَ؟ قَالَ: " إِنْ تَسْتَخْلِفُوهُ تَجِدُوهُ قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ قَوِيًّا فِي بَدَنِهِ " قَالُوا: أَلَا نَسْتَخْلِفُ عَلِيًّا؟ قَالَ: " إِنْ تَسْتَخْلِفُوهُ تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا يَسْلُكُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ» ".

6242 - وَعَنْهُ قَالَ «مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ تُدْرِكُهُ الْفِتْنَةُ إِلَّا أَنَا أَخَافُهَا عَلَيْهِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْلَمَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ لَا تَضُرُّكَ الْفِتْنَةُ» رَوَاهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6242 - (وَعَنْهُ) ، أَيْ: عَنْ حُذَيْفَةَ (قَالَ: مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ تُدْرِكُهُ الْفِتْنَةُ) ، أَيِ: الْبَلِيَّةُ الدُّنْيَوِيَّةُ. (إِلَّا أَنَا أَخَافُهَا عَلَيْهِ، إِلَّا مُحَمَّدَ بْنَ مِسْلَمَةَ) ، بِكَسْرٍ فَسُكُونٍ فَفَتْحٍ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ) ، أَيْ: مُخَاطِبًا لَهُ (" لَا تَضُرُّكَ الْفِتْنَةُ ") . قَالَ الْمُؤَلِّفُ: أَنْصَارِيٌّ حَارِثِيٌّ، شَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا إِلَّا تَبُوكَ، رَوَى عَنْ عُمَرَ وَغَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَكَانَ مِنْ فُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ، وَكَانَ مِنَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ بِالْمَدِينَةِ، وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. (رَوَاهُ) : هُنَا بَيَاضٌ فِي أَصْلِ الْمُصَنِّفِ وَكَتَبُوا فِيهِ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. وَسُكِتَ عَنْهُ وَأَقَرَّهُ عَبْدُ الْعَظِيمِ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 4021
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست