responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3987
6181 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ذَاتَ يَوْمٍ بِنِصْفِ النَّهَارِ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، بِيَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا هَذَا؟ قَالَ: " هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ، وَلَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمُ " فَأُحْصِي ذَلِكَ الْوَقْتَ فَأَجِدُ قُتِلَ ذَلِكَ الْوَقْتِ. رَوَاهُمَا الْبَيْهَقِيُّ فِي " دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ " وَأَحْمَدُ الْأَخِيرَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6181 - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَرَى النَّائِمُ) ، أَيْ: بَعْدَ مَوْتِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - (ذَاتَ يَوْمٍ بِنِصْفِ النَّهَارِ) ، وَفِي الذَّخَائِرِ زِيَادَةٌ وَهُوَ قَائِمٌ (أَشْعَثَ أَغْبَرَ) ، أَيْ: حَالَ كَوْنِهِ مُتَفَرِّقَ الشَّعْرِ مُغْبَّرَ الْبَدَنِ (بِيَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا هَذَا) ؟ أَيِ: الدَّمُ (قَالَ: " هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ، لَمْ أَزَلْ ") : وَفِي نُسْخَةٍ: وَلَمْ أَزَلْ (" أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ ") . قَالَ الطِّيبِيُّ: هَذَا مِنْ كَلَامِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا بَعْدَ خَبَرٍ لِقَوْلِهِ: هَذَا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرًا، وَدَمُ الْحُسَيْنِ بَدَلٌ مِنْ هَذَا، وَقَوْلُهُ: (فَأُحْصِي ذَلِكَ الْوَقْتَ) : مِنْ كَلَامِ ابْنِ عَبَّاسٍ. اهـ. أَيْ: حَفِظَ تَارِيخَ ذَلِكَ الْوَقْتِ مِنْ زَمَنِ الرُّؤْيَا (فَأَجِدُ قَتْلَ ذَلِكَ الْوَقْتِ) . أَيْ: فَوَجَدْتُهُ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَالْعُدُولُ عَنِ الْمَاضِي إِلَى الْمُضَارِعِ لِاسْتِحْضَارِ الْحَالِ الْغَرِيبَةِ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هَذَا إِنَّمَا يَتِمُّ إِذَا كَانَ وَقْتُ الْقَتْلِ مَحْفُوظًا فِي نَفْسِ الرُّؤْيَا بِأَنْ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ يُقْتَلُونَ فِي وَقْتِ كَذَا، لَكِنْ يُشْكَلُ بِقَوْلِهِ: لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يُقَالَ تَصْوِيرُهُ أَنَّ الرَّائِيَ رَأَى فِي نَوْمِهِ كَأَنَّهُ مَضَى عَلَيْهِ بَعْضُ سِنِينَ، ثُمَّ فِي آخِرِ سَنَةٍ مِنْهَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ كَذَا رَآهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْوَصْفِ الْمَذْكُورِ وَالْقَوْلِ الْمَسْطُورِ، فَحَفِظَ تَارِيخَ الْوَقْتِ فَوَجَدَهُ مُطَابِقًا وَلِلنَّعْتِ مُرَافِقًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
ثُمَّ رَأَيْتُ الْحَدِيثَ فِي الذَّخَائِرِ مِنْ غَيْرِ قَوْلِهِ: فَأُحْصِي ذَلِكَ الْوَقْتَ فَأَجِدُ إِلَخْ. بَلْ لَفْظُهُ بَعْدَ قَوْلِهِ: لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ فَوَجَدْتُهُ قَدْ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ. أَخْرَجَهُ ابْنُ بِنْتِ مَنِيعٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَالْحَافِظُ السِّلَفِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (رَوَاهُ) ، أَيْ: حَدِيثَيْ أُمِّ الْفَضْلِ وَابْنِ عَبَّاسٍ (الْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ، وَأَحْمَدُ الْأَخِيرَ) . أَيْ: وَرَوَى أَحْمَدُ الْحَدِيثَ الْأَخِيرَ، وَهُوَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَطْ، «وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَغْضَبَكَ أَحَدٌ؟ مَا شَأْنُ عَيْنَيْكَ تَفِيضَانِ؟ قَالَ: " قَامَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيلُ قَبْلَ حَدِيثِي وَحَدَّثَنِي أَنَّ الْحُسَيْنَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَاتِ " قَالَ: فَقَالَ: هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبَتِهِ؟ قُلْتُ: " نَعَمْ " فَمَدَّ يَدَهُ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنِي أَنْ فَاضَتَا» . أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ.

6182 - وَعَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ، فَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
6182 - (وَعَنْهُ) ، أَيْ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ) ، أَيْ: بِهِ كَمَا فِي نُسْخَةٍ وَهُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ يَرْزُقُكُمْ (" مِنْ نِعَمَةٍ ") ، أَيْ مِنْ أَيِّ نِعْمَةٍ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53] وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ: مِنْ نِعَمِهِ بِكَسْرِ النُّونِ وَفَتْحِ الْعَيْنِ فَمِيمٍ، مُضَافٌ إِلَى هَاءِ الضَّمِيرِ، أَوِ الْمَعْنَى إِنْ كُنْتُمْ لَا تُحِبُّونَ اللَّهَ إِلَّا لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ فَأَحِبُّوهُ، وَإِلَّا فَلَا، فَهُوَ سُبْحَانُهُ مَحْبُوبٌ لِذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ عِنْدَ الْعَارِفِينَ مِنَ الْمُحِبِّينَ سَوَاءً أَنَعَمَ أَمْ لَا، فَهُوَ عَلَى مِنْوَالِ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} [قريش: 3] : (" فَأَحِبُّونِي ") ، أَيْ: إِذَا ثَبَتَ سَبَبُ مَحَبَّةِ اللَّهِ فَأَحِبُّونِي (لِحُبِّ اللَّهِ) ; لِأَنَّ مَحْبُوبَ الْمَحْبُوبِ مَحْبُوبٌ، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] وَفِي نُسْخَةٍ: وَأَحِبُّونِي بِالْوَاوِ عَطْفًا عَلَى مَا قَبْلَهُ (" وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي) ، أَيْ: إِيَّاهُمْ أَوْ لِحُبِّكُمْ إِيَّايَ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) . وَكَذَا الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيبٌ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 9  صفحه : 3987
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست